الباهي في مقاربة جديدة للذكاء الصناعي وتحديات مجتمع المعرفة


صدر للدكتور حسّان الباهي، أستاذ المنطق وفلسفة اللغة، كتابا جديدا بعنوان "الذكاء الصناعي وتحديات مجتمع المعرفة" عن دار أفريقيا الشرق 2010 في طبعته الأولى.

ويعالج الدكتور الباهي من خلال هذا المؤلف الجديد، كيفية الانتقال من مجتمع صناعي إلى مجتمع معرفي، كاشفا عن مقومات مجتمع المعرفة وتجلياته، وقد سعى الدكتور حسّان الباهي إلى بيان أن معايير التقدم لم تعد تقاس وفق الأدوات الصناعية، بل بما هو معرفي.

ومن أجل ذلك لم يعد الصراع يدور حول السلعة، بل حول المعلومة الخاصة بهذه السلعة. فمن يمتلك المعلومة هو من يمتلك السلطة. وضمن هذا المنحى اتجهت الشركات الكبرى والعديد من الدول إلى إعادة توجيه اقتصادياتها لتستثمر في مجال المعلوم، وقد برز هذا بصفة أساسية بعد أن تحالف القطب الاقتصادي بالقطب المعلومياتي؛ فتحولت المعلومة إلى سلعة اقتصادية، وأصبحنا أمام ما يسمى بحرب المعلومة. وعليه، أصبحنا نتحدث عن الاقتصاد المعرفي القائم على إنتاج المعرفة عوض إنتاج البضائع.

وتجسد هذا على الخصوص، حسب ما ذهب إليه الدكتور الباهي في مؤلفه، في ظواهر مثل التجارة الالكترونية والنقود الالكترونية والأصول المعرفية…إلخ؛ ليصبح مصير العالم بموجب ذلك بين أيدي المتحكمين في الأسواق المالية والمعاملات المصرفية. وهكذا أصبح للمعلومة في مجتمع المعرفة الدور المركزي، وأصبح من يمتلك المعلومة هو الفاعل الأساسي في صنع القرار؛ ويصبح الحقل المعرفي العمدة الأساسية لكل منظور تنموي.

وهنا تساءل أستاذ المنطق وفلسفة اللغة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة ورئيس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع بنفس الكلية، عن الدور الذي قامت به وسائل الاتصال والتواصل ضمن ما يسمى بالانفجار المعرفي أو الانفجار المعلومياتي أو الثورة الرقمية، حيث "مكنتنا مختلف التقنيات المعتمدة في هذه المجالات من تحويل المعلومة إلى مورد اقتصادي، وانتقلت بنا من نمط اقتصادي قائم على الإنتاج إلى نمط اقتصادي يقوم على إعادة الإنتاج. وكانت النتيجة أن تحركت الحدود بين ما هو طبيعي وما هو صناعي. حيث أصبحنا أمام آلات قادرة على أداء وظائف كانت إلى حد الآن حكرا على الإنسان".

تعليق واحد على “الباهي في مقاربة جديدة للذكاء الصناعي وتحديات مجتمع المعرفة”