
. Céline Combe
ترجمة : يوسف العزوزي (بتصرف).
مقدمة :
أصبحت الشاشات الرقمية تؤثت مشهد روتين الحياة اليومي للصغار والكبار ، ما أدى إلى توسيع المساحة الزمنية المخصصة لاستعمالها على المستوى المهني و الخصوصي ، لا سيما الهواتف النقالة و الألواح الرقمية. و أضحى التعريض المبكر للشاشات يقلق بقدر ما يثير من أسئلة و يسيل مداد مقالات و مواقف محذرة أو معارضة ، لكن غير مستندة في معظمها على أسس منهجية أو معطيات علمية. لأن معظم الأبحاث المنشورة تتمحور حول التعرض لشاشات التلفاز.
في هذا السياق اعتبر المجلس الأعلى السمعي البصري (2020) أن التلفاز هو الجهاز الأكثر انتشارا في المنازل بنسبة 92 % . علما بأن نسبة هواتف الشاشات الرقمية المحمولة تعرف تصاعدا مستمرا لكنها تظل أقل استعمالا من أجهزة التلفاز بالنسبة للأطفال من 0 إلى 6سنوات. و حسب المعطيات الفرنسية فإن التلفاز هو الوسيط الإعلامي الأكثر استعمالا في سن مبكر عند الأطفال؛ بداية من 15 شهرا، كما أن 87٪ من الأطفال الذي بلغوا سنتين سنة 2013 كانوا يشاهدون التلفاز، منهم 68٪ يشاهدونه يوميا بمعدل 6 ساعات و 50 دقيقة أسبوعيا Berthonner et O ctober 2014 .، و مع التزايد المستمر لاستعمال الشاشات المحمولة في السنوات الأخيرة، فإن السؤال المطروح؛ هل ستعوض الشاشات المحمولة أجهزة التلفاز أم ستنضاف إليها؟ .
لعل ما يميز شاشات الهواتف النقالة ( بالمقارنة مع أجهزة التلفاز) أنها تفاعلية تفسح المجال أمام القيام أنشطة متنوعة غير مقتصرة على مشاهدة الفيديوهات التي تؤثر على النمو المعرفي للطفل عندما تبدأ في سن مبكر في غياب التوجيه الوالدي Clément et Duris 2017 .، بالمقابل ؛ رغم الدراسات التي انصبت على استعمال الشاشات التفاعلية إلا أنها تتجه إلى التكاثر، مع اختلاف متغير الاهتمام بالأنشطة التفاعلية حسب السن.
عموما تشير كل المعطيات إلى أن الشاشات أصبحت تؤثت الوسط الذي ينمو فيه الأطفال. ما دفع مهنيي الطفولة الصغرى بفرنسا إلى ترويج خطاب تحذيري في السنوات الأخيرة ، دون أن يستند هذا الأخير على أية أبحاث علمية، مقتصرا على نتائج الدراسات الخاصة بالتعرض لشاشات التلفاز Borst 2014 .
في هذا السياق سلطت عدة مقالات الضوء على ضرورة التمييز بين أثر استعمال مختلف الشاشات و تفاعلها مع نمو الطفل . Esseily et al 2017 لكن ما يهمنا في هذا المقال هو تقديم معطيات ذات علاقة بنمو الوظائف التنفيذية على اعتبار أهمية دورها في النمو المعرفي و العاطفي و الاجتماعي Diamont 2013 . كما أن مهارات مراقبة و ضبط السلوك المرتبطة بها تتأثر كثيرا بالمحيط Noble et al 2015 .
1 نمو الطفل في سياق استعمال الشاشات؛
تجمع كل الأبحاث على أن النمو هو حصيلة تفاعل الطفل مع بيئته، و تذهب آخر أبحاث علم النفس إلى أن التعلم النشط يبدأ من المرحلة الجنينية من خلال قدرات فطرية تسمح له بإدراك العالم الذي يحيط به، ثم التفاعل بعد ذلك مع بيئته المادية و الاجتماعية Rochat 2006 .
بشكل عام يمارس المحيط تأثيرا كبيرا على نمو الطفل و خصوصا وظائفه التنفيذية. في هذا السياق تم أخيرا تأكيد دور بيئة الطفل في نمو الوظائف التنفيذية Noble et al 2017 . و بالتالي فإن علاقة تطور هذا النمو بزيادة التجهيزات الرقمية معطى يحتاج إلى الدراسة على عدة مستوايات Diamont 2013 ؛
أ) استعمال الشاشات حسب السياق الثقافي و السوسيو-اجتماعي؛
اهتمت الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع بمدة استعمال الشاشات و( خصوصا التلفاز ) و علاقتها بالنمو المعرفي، و الانتباهي و النفسي – حركي Kennet et Gortmaker 2017 . في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن مصدر معظم الأبحاث أنجلو ساكسوني أو أسيوي Yang et al 2017 ، مقابل ضعف في المعطيات على المستوى الأوروبي. و بالإضافة اختلاف السياقات الثقافية و السوسيو اقتصادية يفترض استحضار متغيرات تتعلق بمدة الاستعمال و انخراط الوالدين في ذلك.
يعتبر الأطفال الأمريكيون الأكثر عرضة للشاشات بمعدل خمس ساعات يومية (الأطفال بين 3و 7 سنوات) Walsh et al 2020. و تتراوح مدة تعريض الأطفال ذوي سنتين بين 51 دقيقة في فنلندا Matarma Et al 2016 و ساعة و 20 دقيقة في سنغافورة Goh Et al و ساعة و 43دقيقة في المملكة المتحدة Brbee et al 2017 . بالنسبة للأطفال الأكبر سنا ( من 3إلى 6 سنوات) في فنلندا يشاهدون الشاشات بمعدل ساعة و 51 دقيقة Maatla et al 2017 و الأطفال الأسترالين ( بين سنتين و خمس سنوات) و السويديين (أربع سنوات) يشاهدون الشاشات حوالي 3 ساعات Zhoo et al 2018 . أما المعطيات الفرنسي فهي محدودة و قليلة و قد خلص Assathiang Et AL 2018 إلى أن الاطفال الاقل من 3 سنوات يتعرضون الشاشات بمعدل 75 دقيقة في الأسبوع أي حوالي 11 دقيقة يوميا. و أكدت دراسات أخرى أن معدل التعريض للشاشات يرفع مع التقدم في العمر
ب) هل يضر اتساع زمن مشاهدة الشاشات لنمو الأطفال؟
تسعى كل الدراسات التي تهتم بمدة مشاهدة الشاشات إلى تسليط الضوء على آثارها السلبية على نمو اللغة و الإنجازات المدرسية و القدرات الانتباهية و الصحة البدنية و النفسية-الانفعالية (أي اضطراب السلوك، النوم، السمنة…) خصوصا إذا كان هذا التعريض مبكرا Clément et Duris 2017. و مع ذلك يجب التدقيق في هذه النتائج على اعتبار أن الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه (بين 6و7 سنوات) يتعرضون للشاشات بين سنة و ثلاثة سنوات بأزيد من 7 ساعات في اليوم Foster Et Watkins 2010 ، ما يزيد بشكل واضح عن المعدل الاعتيادي لمثل هذه الفئة العمرية.
و يحيل هذا المعطى على التساؤل عن السببية بين متغيرين؛ أولا: هل يظهر قصور الانتباه بسبب الاستعمال المفرط؟ ثانيا : هل يميل الأطفال ذوي الصعوبات الانتباهية إلى التعرض المفرط للشاشات التلفاز Borst2019 .
و علاقة باللنمو اللغوي قارنت دراسة فرنسية Collet et al 2020 تعرض 167 طفل من ذوي اضطراب اللغة للشاشات مع عينة ضابطة من 109 لا يعانون من أية اضطراب لغوي.
وضعت هذه الدراسة 21 مؤشر تعرض للشاشات يمكن أخده بعين الاعتبار بالنسبة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات اللغة. و سلطت نتائجها الضوء على ترابط مؤشرين معنيين بوجود اضطراب اللغة هما؛ أولا التعرض للشاشات في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة، ثانيا؛ عدم التواصل مع الراشدين حول مضمون ما يتم التعرض له في الشاشات. و خلص الباحثون إلى خطورة الإصابة باضطراب لغوي بنسبة ثلاثة أضعاف عندما يكون هذا التعرض قبل الذهاب إلى المدرسة بمعدل 20 دقيقة. هذا بالنسبة ل 44،3٪ من الأطفال ذوي اضطرابات اللغة مقابل 22٪ من أطفال عينة ضابطة بين 3و6سنوات.
فالتعريض للشاشات يرهق انتباه الطفل و يعوقه عن القيام بالتعلمات النجاعة طيلة اليوم. بالإضافة إلى ذلك، عندما يغيب التفاعل مع الوالدين حول التعرض للشاشات( المؤشر الثاني) يتضاعف معدل خطورة الإصابة باضطراب اللغة ستة مرات.
و فضلا عن مدة التعريض للشاشات سلطت الدراسة الضوء على متغيرات أخرى يجب أخدها بعين الاعتبار مثل : المضمون المقدم و التفاعل مع الوالدين. إذن لا يشكل جهاز التلفاز في حد ذاته مشكلا و لكن الإشكالية تتعلق بكيفية استعماله، التي يمكن أن تحد من منسوب جودة التفاعلات داخل الأسرة.
و أشارت دراسات أخرى إلى ملاءمة البرامج المشاهدة مع العمر و المضمون التربوي الذي تقدمه ليناسب دعم النمو اللغوي للطفل Linebarge et Vaulu 2010 ، و خصوصا فيما يتعلق بتطبيقات الشاشات التفاعلية التي تسمح بدعم التواصل مع الراشدين Radesky et al 2015 .
ج) أهمية مؤشري المضمون و التفاعلات الوالدية ؛
انتهت بعض الأعمال التي تهتم بالوسائط ذات العلاقة بالكتب الرقمية و التطبيقات التفاعلية للشاشات المحمولة إلى أن استعمال هاته الأخيرة تساعد على القراءة المبكرة و اكتساب استراتيجياتها Rosebrry et al 2014 . إذ يمكن لهذا النوع من التطبيقات أن يحث الطفل ليستفيذ من خلالها من ممارسة التعرف على الأصوات ( الفونيمات) و الكلمات. هكدا نجد أنفسنا أمام أداة رقمية مهمة للتمرين على اكتساب اللغة، كما تشير إلى ذلك نتائج التطبيقات التي طورها باحثون فرنسيون كتطبيق Grapholearn أو طريقة Kalulu في مشروع Ludo .
و قد تم اختيار تطبيق Élan (المنزل من مشروع Ludo ) من خلال ألف طفل متمدرس في التعليم الابتدائي. و انتهت النتائج إلى أن الأطفال الذين يستعملون تطبيق خاص بالتمرين على الربط بين الحرف و الصوت يحصلون على نتائج أفضل على مستوى سرعة القراءة و فهم الجمل التي يستعملها هذا التطبيق. و بالتالي فإن الاستعمال البيداغوجي للشاشات يمكن أن يقدم أداة تربوية متجددة و فعالة على عدة مستويات، و يستحسن أن يتم ذلك بداية من السنة السادسة Clément et Duris 2017 .
و رغم أن مثل هذه التطبيقات تعتمد على البعد التفاعلي إلا أن استعمالها لا يمكن الأطفال من التواصل اللفظي مع الراشدين الذي يمثل بعدا أساسيا في نمو الطفل. و لهذا يتم الربط بين الزمن المقتطع من استعمال الشاشات الرقمية و اضطراب اللغة، نظرا لغياب التفاعل مع الآباء Collet et al 2020 .
و تحيل مسألة استعمال الشاشات على نتائج متعددة تبعا للمؤشرات و المتغيرات التي اعتمدتها الدراسات كالمحتوى و التفاعل مع الآباء.
2 : استعمال الشاشات و نمو الوظائف التنفيذية؛
تساهم الوظائف التنفيذية في مراقبة و ضبط الافعال و توجيهها في أنشطة الحياة اليومية. و يسمح النشاط المتدرج للوظائف التنفيذية للطفل بتعلم ضبط سلوكه حسب خصوصيه الداخلية و الشروط البيئية Gerra et al 2020 . و تحيل الأبحاث الراهنة حول العلاقة بين استعمال الشاشات و الوظائف التنفيذية على نتائج مشابهة لتلك التي تم عرضها أعلاه. إذ تشير إلى الترابط السلبي بين زيادة استعمال الشاشات و نمو الوظائف التنفيذية
أ) النمو التنفيذي، التفاعلية و المحتوى؛
قامت دراسة حديثة LCTharg et al 2020 بجمع إجابات 213 زوج (أب، أم) من خلال استمارة حول استعمال التيكنولوجيا من طرف أبنائهم البالغين بين 24و 36 شهرا، على امتداد كل أيام الأسبوع. و بالموازاة مع ذلك يلتقي الأطفال مرتين لإنجاز مهام تنفيذية ك : ( Stroop et À non B) و انتهت النتائج إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين مدة استعمال الشاشات و الوظائف التنفيذية. بينما أثرت مدة استعمال الشاشات في سن 24 شهرا بشكل سلبي على إنجازات الوظائف التنفيذية عند الأطفال (36 شهرا). و يشير الباحثون إلى أن دراستهم لم تسمح بتسليط الضوء على مختلف أشكال استعمال الشاشات من طرف الأطفال ( المحتوى، التفاعلية، الحضور الوالدي ) بالرغم من الدور الذي تلعبه هذه الأشكال في نمو الوظائف التنفيذية. و هذا ما أشارت إليه نتائج دراسات حديثة همت 26 طفلا (2إلى 3 سنوات) أستراليا Huber et al 2018 . و تشير الأبحاث إلى أن الأداء الوظيفي التنفيذي و تفاعلية الحامل الإلكتروني و المحتوى الذي يقدمه تشكل عوامل ذات أهمية كبرى تفوق عامل المدة التي يقضيها الطفل أمام الشاشة
. في هذه الدراسات قام الباحثون بتقييم الوظائف الباردة و الساخنة قبل و بعد التعريض لشاشات تقدم ثلاث برامج مختلفة (مثال :فيديو تربوي، تطبيق تربوي، رسوم متحركة غير تربوية). توصلت هذه الدراسة إلى الأثر السلبي للفيديوهات التربوية أو غير التربوية على ذاكرة العمل (MDT) و مدة الإشباع le délai de gratification (أي الحصول على المكافأة من طرف الطفل) .
بالمقابل لم تسجل الدراسة أي أثر سلبي واضح لاستعمال التطبيقات التربوية التفاعلية على الوظائف التنفيذية الباردة و الساخنة، بالمقابل أظهرت الدراسة أثرا إيجابيا للتطبيقات التربوية على ذاكرة العمل و مدة الإشباع لمضمون تربوي مقدم من خلال شاشة محمولة، بشكل أفضل من مشاهدة الرسوم المتحركة..
و تتقاطع هذه النتائج مع معطيات أخرى Lillard et Peterson 2011 تشير إلى أن قدرة الأطفال على تأجيل الحصول على المكافأة لمدة أطول تتحقق بعد نشاط كالرسم أو متابعة فيديو تربوي عوض مشاهدة الرسوم المتحركة.
و قد تم دعم هذه الدراسات بنتائج أبحاث تشير إلى تغييرات على مستوى اللذونة (بتقييم IRM ) و السلوك (مهام Stroop ) إثر تدريب الوظائف التنفيذية و المراقبة الكابحة على امتداد 5أسابيع بالاعتماد على تطبيق محمول ل 64 طفل يبلغ 10 سنوات Delelende et al 2018 . .
ب) أهمية التفاعلات الوالدية ؛
أكدت عدة دراسات حديثة بأن الوساطة الوالدية يمكنها أن تلعب دورا مهما في التخفيف من التأثير المباشر و غير المباشر للتعرض للشاشات و خصوصا تأثير التلفاز على الوظائف التنفيذية، حيث درس Collet et al 2020 علاقة الاستراتيجية الوالدية حول بالتعرض للشاشات و الوظائف التنفيذية لذى 190 طفل صيني (بين 3و 6 سنوات).
و عرف الباحثون ثلاثة استراتيجيات أساسية لسلوك الوساطة الوالدية؛ 1
1 : الوساطة المقيدة (وضع قوانين تحد من استعمال الشاشات؛
2 :الوساطة التوجيهية (مناقشة الأطفال لتدبير محتوى الشاشات و مدة المشاهدة؛
3 : وساطة الاستعمال المشترك بين الوالدين بين الطفل.
و عكس الدراسات التي تطرقت لهذه المسألة أشارت نتائج Yang et al 2017 إلى الأثر الإيجابي لزمن التعرض للرسوم المتحركة و المحتويات التربوية على الوظائف التنفيذية، لكن هذا الأثر يرتبط بالاستراتيجيات الوالدية المستعملة. و ذهب Skang et al 2018 إلى إمكانية التخفيف من التأثير السلبي لاستعمال الشاشات من خلال اللجوء إلى الاستعمال المشترك.
ج) أثر الغزو الرقمي على الحد من تفاعل الأولياء و الأبناء “Technoférence”؛
لا يقتصر استعمال الشاشات على الأطفال لأن أولياءهم هم أول المستهلكين، سواء في الإطار المهني أو الاستعمال الشخصي. و هذا ما يزيد من مؤشر استعمال الوالدين للهواتف المحمولة و الحواسيب داخل المنزل، و يعيق التواصل بين الأطفال و أوليائهم حول استعمال الشاشات، و يتسبب على هذا المستوى بقطيعة يمكن تصنيفها ضمن مفهوم “Technoférence “. و قد سلطت آخر الأبحاث الضوء على خطورة انعكاس استعمال الوالدين لشاشات الهواتف المحمولة على نمو الأطفال Clément 2020، و حذرت هذه الدراسات من انعكاس هذه الخطورة على عدة مجالات تهم تدني الدعم الانفعالي (العاطفي) و التربوي و دفع الأطفال إلى القيام بسلوكات غير ملائمة للحصول على انتباه أوليائهم، إذ يمكن لرسالة إلكترونية أن تقطع الحديث(الدردشة، اللعب،…) بين الأب و الأم و أبنائها. و بما أن نمو الأطفال يستوجب تفاعلهم النشط مع محيطهم، فإن عدم جاهزية الوالدين لانشغالهما بهواتفهما النقالة يعرقل علاقتهما التعليمية (التربوية) بأبنائهما.Beamish et al 2019
المرجع
Céline Combes 2021 /Écrans numériques et développement des fonctions exécutives, que sait-on
aujourd’hui ? // les fonctions exécutives de l’enfant //P 93-112 //Deboeck.