الإعاقة الذهنية  حسب الدليل التشخيصي و الإحصائي الخامس :


يوسف العزوزي:

يكتسي المعجم المستعمل في التعريف بشخص أهمية بالغة لأنه يعكس المكانة التي يحتلها عند أفراد مجتمعه . و يفيذنا ذلك في قدرة هذا المجتمع على إدماج هذا الشخص و حمايته أو تهميشه ، في هذا السياق تبرز أهمية الرجوع إلى أصل و تطور  المفردات الدالة على الإعاقة  و القصور الذهني يالإضافة إلى تطور التشخيص  و التكفل المتعلق بهما .

أصل كلمة ( Handicap ) أنجليزي  Hand in eap   ، استعمل هذا المصطلح أولا في مجال تبادل السلع المادية ثم ظهر لاحقا في مجال  اللعب ، خصوصا سباق الخيل : يتعلق الأمر بإضافة بعض المعيقات (إضافة وزن ، موانع على الطريق …) لحصان جيد لجعله في مستوى باقي الأحصنة . .  و في معجم المعاني الجامع فآن الإعاقة عن العمل هي القيام بما يؤدي  إلى الإحباط و التثبيط و العرقلة .و تدل في قاموس الكل على ضرر بصيب أحد الأشخاص ينتج عنه اعتلال بأحد الأعضاء أو عجز كلي أو جزئي(Copyrights 2010-2024)   

 تأخد الإعاقة عدة أشكال (  World Health Organisation 2000 ) :  القصور ، الحد من الأنشطة ، تقييد المشاركة . فيشير القصور إلى تعطيل وظيفة أو بنية نفسية سيكولوجية أو فيزيولوجية أو تشريحية .  كما تحيل الأنشطة على تنفيذ المهام ، و المشاركة على انخراط الفرد في وضعيات المعاش اليومي.

تدرج منظمة الصحة العالمية القصور الذهني ضمن الاضطرابات النمائية العصبية الموصولة بفئة الاضطرابات العقلية (OMS /2017 ) .

تتسم الإعاقة الذهنية ( اضطراب النمو الذهني )( DSM5 2015) بعجز عام في ميزان القدرات الذهنية كالمنطق  و حل المشكلات و التخطيط و التفكير المجرد و الحكم (le jugement) و التعلمات المدرسية ، و التعلم من التجارب  . و ينتج عن هذا العجز أعطاب  في الوظافة التكيفية بشكل يعيق الشخص عن الاستجابة لمعايير الاستقلالية الذاتية و المسؤولية الاجتماعية في مجال أو عدة مجالات من الحياة الاجتماعية  لا سيما التواصل و المشاركة في أنشطة المجتمع و الوظائف المدرسية  أو المهنية و الاستقلالية الذاتية في المنزل أو ضمن الجماعة .

و يتم تشخيص التأخر العام للنمو ( DSM5 2015) كما تدل عليه تسميته، عندما يعجز الشخص عن ولوج المراحل الاعتيادية  للنمو في مجالات الوظافة الذهنية .  و يتم القيام بهذا التشخيص بالنسبة للأفراد غير القادرين على إجراء التقييم النسقي  -Evaluation systématique – للوظافة  الذهنية  لا سيما بالنسبة للأطفال الأصغر من كونهم قادرين على اجتياز  الاختبارات المقننة .

و يمكن للإعاقة الذهنية أن تنتج عن آفة أثناء مرحلة النمو ( مثلا إجراء إصابة دماغية شديدة ، و في هذه الحالة يمكن كذلك إجراء تشخيص اضطراب نورو معرفي( DSM5 2015)  .   

تحديد مستوى الشدة :

يتم  تحديد كختلف مستويات الشدة على أساس الوظافة  التكيفية و ليس على تنقيط معامل الذكاء QI لأن الوظافة التكيفية هي التي تحدد مستوى المساعدة المطلوبة كما أن النقط المتدنية  لمعامل الذكاء أقل مصداقية.

معايير التشخيص :

أ)  : القصور في الوظائف الذهنية مثل التفكير و حل المشكلات و التخطيط و التفكير التجريدي  و التعلم الأكاديمي  و التعلم من التجربة، و التي أكدها كل من التقييم السريري و اختبار الذكاء المعياري الفردي.

ب) : القصور في الوظائف التكيفية و يتجلى في الفشل ولوج النظم الطبيعية  للنمو السوسيو-ثقافي الذي يسمح بالاستقلالية الذاتية و المسؤولية الاجتماعية  و يسبب العجز التكيفي الحد من الوظافة في مجال أو عدة مجالات من الحياة اليومية  كالتواصل و المشاركة الاجتماعية و الاستقلالية في المحيطات الاجتماعية المختلفة  كالمدرسة و العمل …

ج) : بداية العجز الذهني و التكيفي خلال فترة النمو . ( DSM5 2015) 

خصائص معايير التشخيص :

تكمن الصفات الأساسية  للإعاقة الذهنية (اضطراب النمو الذهني ) في نقص عام في القدرات العقلية ( المعيار أ) . و اضطراب الوظافة التكيفية  اليومية حسب السن و النوع و المستوى السوسيو ثقافي ( المعيار ب). و يقترن ظهور الاضطراب بمرحلة النمو ( المعيار ج) .كما  يتأسس تشخيص  الإعاقة الذهنية على التقييم السريري  و على الاختبارات المقننة  للوظائف الذهنية و التكيفية . ( DSM5 2015) 

خصائص التشخيص :

تكمن الخصائص الأساسية للإعاقة الذهنية ( اضطراب النمو الذهني ) في نقص عام في القدرات  الذهنية (معيار أ) و اضطراب الوظافة التكيفية  اليومية بالمقارنة مع الأقران في نفس السن . و يرتبط (المعيار أ) بالوظائف  الذهنية التي تضم المنطق و حل المشكلات  و التخطيط و التفكير المجرد  و التعلم بالتوجيهات و التجارب و فهم الممارسة  Evans 2008 و

2011    Schalock. و تتجلى النقاط الحرجة  في الفهم اللفظي  و ذاكرة العمل و المنطق الكمي على و التفكير المجرد  و النجاعة المعرفية …

و تعد نقاط معامل الذكاء تقويمية للوظافة الذهنية  لكنها تبقى غير كافية لتقييم القدرات المنطقية في وضعيات ممارسة  المهام الحقيقية  في الحياة  Haris 2006  .

و يرجع نقص الوظافة التكيفية  ( المعيار ب) إلى كيفيىة تكيف الفرد مع النظم الاجتماعية على مستوى الاستقلالية  و المسؤولية  بالمقارنة مع الأشخاص  من نفس السن و الوسط السوسيو-ثقافي Tassé et al 2012  .

و تتعلق الوظافة التكيفية بالقرات التكيفية في ثلاث مجالات : المفاهيمية و الاجتماعية و التطبيقية ( ممارسة الاستقلال الذاتي).

  • يتضمن المجال المفاهيمي (المدرسي ) قدرات الذاكرة و اللغة و القراءة و الكتابة  و الحساب  و اكتساب المعارف التطبيقية  و حل المشكلات  و تحليل الوضعيات الجديدة .
  • و يتضمن المجال الاجتماعي  الانتباه الموجه للأفكار  و المشاعر و تجارب الآخرين  و التعاطف  و الاستعداد للتواصل البين شخصي  و القدرة على ربط علاقات  الصداقة  و الحكم الاجتماعي .
  • –     و يتضمن المجال التطبيقي  التعلم و التدبير الذاتي في الحياة اليومية كالرعاية الذاتية  و المسؤولية المهنية  و تدبير النقود  و تنظيم المهام المدرسية أو المهنية .

و يتم تقدير الوظافة التكيفية  من خلال  التقييم السريري  و القياسات السيكومتيرية  المقننة  المعززة بتعليمات موثوقة .

و يتم تحقيق (المعيار ب) عندما تتحقق إصابة على الأقل معيار واحد  من المعايير التكيفية الثلاثة  ( المفاهيمية أو الاجتماعية أو التطبيقية ) بالقصور لدرجة تفرض الحاجة إلى المساعدة الدائمة في وضعية  واحدة أو عدة وضعيات حياتية  في المدرسة أو العمل أو المنزل أو ضمن مجموعة .

و لكي يتم استعمال معايير تشخيص الإعاقة الذهنية يجب أن يكون عجز الوظافة التكيفية  على علاقة مباشرة بالاضطراب الذهني المحدد في (المعيار أ) . كما يشير( المعيار ج) إلى أن بداية الاضطرابات سجلت في المرحلة النمائية  و يحيل ذلك على التأكيد على وجود العجز الذهني و التكيفي على امتداد  الطفولة أو المراهقة .

مستويات الشدة في الإعاقة الذهنية   :

مستوى الشدةمجال المفاهيمالمجال الاجتماعيالمجال التطبيقي
                                        خفيفة  : F70
                      خفيفةعند أطفال ما قبل المدرسة قد لا توجد اختلافات واضحة .بينما بالنسبة للأطفال في سن الدراسة  قد توجد صعوبات في تعلم المهارات الأكاديمية  مثل القراءة و الكتابة و الرياضيات  و تدبير المال و الوقت مع الحاجة  للدعم في واحد أو أكثر من هذه المجالات لتلبية  الحاجيات المنتظرة المرتبطة بالعمر . عند البالغين ينخفض التفكير التجريدي  و الوظائف  التنفيذية( مثل التخطيط  و الإعداد الاستراتيجي  و المرونة المعرفية  ) و الذاكرة القريبة.مقارنة مع التطور المثالي للأقران ينقص الفرد النضج في التفاعلات الاجتماعية ، مثل الصعوبة في التقاط الإشارات الاجتماعية  للأقران . و يكون التواصل و المحادثة و اللغة أقل نضجا  و أكثر جمودا مما هو متوقع  في هذا السن و قد تحدث بعض الصعوبات في ضبط الانفعالات و السلوك بشكل يتناسب مع السن  و تبدو هذه الصعوبات واضحة للأقران في المواقف الاجتماعية و يكون الحكم الاجتماعي قاصرا يجعل منه عرضة للتلاعب من قبل الآخرين بسبب سداجته.قد يكون الاهتمام بالأمور  الشخصية مناسبا بالنسبة للسن، و لكن الفرد يحتاج للدعم في المهام اليومية  المعقدة (مقارنة بأقرانه . و خلال فترة البلوغ يكون الدعم في التبضع و التنقل و العناية بالطفل و المنزل و الاهتمام بالتغدية و إدارة المال . وتكون المهارات الترفيهية  مماثلة للإقران  و لكن الحكم المتعلق بالسلامة و التنظيم خلال الترفيه يحتاج للدعم . و خلال فترة البلوغ يظهر العمل التنافسي في الأعمال التي لا تحتاج إلى خيال . و يحتاج هؤلاء الأشخاص  للدعم في اتخاد القرارات الصحية و القانونية و يحتاجون عادة للعون لإنشاء عائلة.
                                         متوسطة   :  F71
                              متوسطةخلال فترة النمو  تكون  القدرات الذهنية دون مستوى الأقران ، و تكون اللغة  .و تكون  اللغة و المهارات قبل الأكاديمية بطيئة النو .و يستمر بطؤ النمو خلال المرحلة الدراسية في القراءة و الكتابة و استيعاب مفهومي الزمن و المال  مقارنة بالأقران . كما تكون القدرات الأكاديمية ضعيفة في المرحلة الابتدائية ضعيفة  و الحاجة للدعم واضحة للمساعدة الدائمة في مهام الحياة اليومية .تظهر اختلافات واضحة بين الشخص و أقرانه على مستوى التواصل و  السلوك الاجتماعي . اللغة المنطوقة أداة أساسية للتواصل الاجتماعي لكنها أقل تركيبا من لغة الأقران . و تصبح العلاقات أمر حاضر من خلال  الأسرة و الأصدقاء ، و قد تنشأ علاقات رومانسية خلال البلوغ .و رغم ذلك ففي بعض الحالات قد  يفسر الأفراد الإشارات الاجتماعية بشكل غير مناسب . كما قد يحتاجون إلى من يساعدهم في الحكم الاجتماعي و اتخاد القرار .    يستطيع الفرد البالغ الاهتمام بالحاجيات الشخصية كالطعام و اللباس و الإفراغ و النظافة على الرغم  من الوقت الطويل الذي يحتاجه للتعلم ليصبح مستقلا في ممارسة هذه الروتينات ، مع الحاجة المستمرة للتذكير بالمشاركة  في كافة المهام المنزلية .كما تفرض المساعدة المستمرة نفسها لبلوغ مستوى أداء مرضي بالنسبة للبالغين. و يمكنهم الانخراط في  العمل المستقل  في وظائف لا تحتاج إلى قدرات ذهنية  مع توفير الدعم المستمر  من الزملاء و المشرفين  في ضبط المواعيد و التنقلات و  التدبير المالي .
                                       شديدة:    F72
            شديدةيصبح  امتلاك القدرات الذهنية محدودا، ويغدو فهم اللغة المكتوبة  و مفهوم الأرقام و الكميات و الزمن و المال فهما محدودا يستوجب رعاية هؤلاء الأشخاص بالدعم المكثف للتعامل مع المشكلات اليومية .محدودية اللغة المنطوقة على مستوى المعجم و القواعد .و قد يتمظهر الكلام في (الجملة –الكلمة) ليعبر عن (هنا و الآن)  في أحداث الحياة اليومية .  تستخدم اللغة للتواصل الاجتماعي أكثر منه للشرح . و تكون العلاقات مع أفراد العائلة و الأشخاص المألوفين مصدرا للسعادة و الدعم . يحتاج الفرد للدعم في الأنشطة اليومية، من لباس و استحمام  و إفراغ ، و قد يحتاج إلى الإشراف الدائم . و لا يستطيع الفرد اتخاد القرارات بالسلامة الذاتية أو الغيرية . كما تحتاج المشاركة في المهام داخل المنزل أو خارجه إلى المساعدة المستمرة .و يحتاج اكتساب المهارات  في جميع المجالات إلى التعليم المطول و الدعم المستمر . كما قد تظهر لذى فئة قليلة سلوكات غير مرغوبة و ميل لإيذاء الذات  .
                                        عميقة:   F73
                          عميقةتركز الكفايات الذهنية بشكل أساسي على العالم المادي (الملموس)  و ليس على العالم الرمزي . يمكن للشخص أن يستعمل أغراضا على نحو ملائم للعناية بنفسه أو للترفيه . كما يمكن اكتساب بعض الكفايات البصرية-المكانية  كفرز و مطابقة الأشياء .كما أن أي عجز حسي حركي مرافق يمكن أن يعوق الاستعمال الوظيفي للأشياء.يقتصر الفرد على امتلاك فهم محدد جدا للتواصل الرمزي في الكلام أو الإيماء.  و قد يفهم التعليمات أو الإيماءات البسيطة . و يعبر عن رغباته بشكل كبير عبر التواصل غير اللفظي أو الرمزي . و يستمتع بالعلاقات مع أفراد عائلته أو الأشخاص المألوفين .كما يمكن للعجز الحسي البدني أن يمنع الكثير من الأنشطة الاجتماعية .يعتمد الفرد على الآخرين في كل مناحي العناية البدنية  اليومية ، كما على مستوى الصحة و السلامة . و قد يكون قادرا على المشاركة في بعض الأتشطة . كما يمكن للأفراد الذين لا يعانون من عجز بدني شديد أن يساعدوا  في بعض المهام اليومية  المنزلية  كحمل الصحون من الطاولة ….كما ينكنهم المساهمة في بعض الأنشطة المهنية مع مستويات عالية من الدعم  المستمر. و قد تتضمن أنشطتهم الترفيهية  الاستماع للموسيقى أو متابعة الأفلام أو التنزه …بمساعدة الغير . و قد يكون العجز الحسي الحركي المرافق معيقا للمشاركة في الأنشطة المنزلية أو الترفيهية أو الأنشطة المهنية .  
(أنوار الحمادي  2020 

السمات  المشتركة لفائدة التشخيص

الإعاقة الذهنية هي نتيجة حالة غير متجانسة  ذات أسباب متعددة ، إذ يمكن أن نتحدث  عن صعوبات مشتركة متعلقة بالحكم الاجتماعي و تقدير الخطورة و التحكم في السلوك  و الانفعالات و العلاقات البين شخصية  و غياب الاستعداد  للتواصل  يمكن أن يسبب السلوكات الاندفاعية  و العنيفة .

و عادة ما تسم السذاجة التعامل في الوضعيات  الاجتماعية Greenspan et al 2011  بالإضافة إلى سوء تقدير الشخص ذي الإعاقة الذهنية للخطورة  يمكن استغلاله  لدفعه للقيام بأفعال جرمية غير مقصودة أو شهادة الزور أو الغش أو الاستغلال الجنسي Tassé 2009  .

إن الأشخاص المشخصون بالإعاقة الذهنية مع اضطراب عقلي  معرضون لخطر الانتحار لأنهم قد يحملون الأفكار الانتحارية التي تقودهم إلى محاولات الانتحار و يمكن أن تنتهي بموتهم  Ludi et al 2012  . لهذا فإن البحث عن الافكار الانتحارية أمر ضرورية  في التقييم ، نظرا لضعف هؤلاء الأشخاص في تقدير احتمال الخطورة و الخطر Finlayson et al 2010 .

 النمو و التطور

 يبدأ تمظهر الإعاقة الذهنية في مرحلة النماء و يرتبط  ظهور الأعراض بمتغيرات السن و مسببات شدة الخلل الوظيفي العصبي . و يمكن تحديد التأخر لذى الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية  الشديدة (سواء كان حركيا أو لغويا أو اجتماعيا) خلال السنتين  الأولى و الثانية .في حين أن الإعاقة الخفيفة لا تظهر حتى يصل الطفل إلى سن التمدرس  عندما يواجه إكراهات التعلم  Reschly 2009  .

عندما تترافق الإعاقة الذهنية  مع مرض وراثي يمكن للشخص أن يتميز بمظهر جسمي خاص (مثلا  المظهر الخاص بالاشخاص ذوي التثلث الصبغي) .  ورغم أن الإعاقة الذهنية عموما غير متطورة فإن اقترانها ببعض حالات الأمراض الجينية (مثال : متلازمة ريث Rett ) يجعلها تمر من مراحل تتسم بالتدهور متبوعة بحالة استقرار .

و يمكن للتدخلات المبكرة  و المتواصلة أن تحسن الوظافة التكيفية  في مرحلة الطفولة و المراهقة.

التشخيص الفارقي :

 يصح تشخيص الإعاقة الذهنية عندما عندما تجتمع المعايير (أ ) و (ب) و (ج) ، إذ لا يمكن الحديث عن إعاقة ذهنية فقط بسبب وجود مشكل وراثي أو حالة طبية معينة . و عندما يقترن  مرض وراثي بإعاقة ذهنية يجب تشخيصه بمعزل عن هذه الأخيرة ( DSM5 2015) .

  • اضطراب معرفي عصبي كبير و خفيف :

يندرج الاضطراب الذهني ضمن الاضطرابات النمائية العصبية  التي تتمايز  عن الاضطرابات المعرفية العصبية  التي تتسم بفقدان الوظائف المعرفية . و يمكن لاضطراب نورو معرفي  كبير أن يقترن بإعاقة ذهنية ، في حالة ما إذا تعرض شخص ذي إعاقة ذهنية لفقدان قدراته المعرفية بسبب إصابة رأسية ، في هذه الحالة يجب إجراء تشخيص الاضطراب المعرفي العصبي إلى جانب تشخيص الإعاقة الذهنية .

  • اضطرابات التواصل و الاضطراب المحدد للتعلمات :

يمكن أن يتواجد هذين الاضطرابين النمائيين العصبيين بمجالي التواصل و التعلمات دون أي عجز في السلوك الذهني أو التكيفي . كما يمكن أن يقترنا بإعاقة ذهنية ، و في هذه الحالة يجب إجراء تشخيص لكل اضطراب منفصل عن الآخر.

  • اضطراب طيف التوحد:

غالبا ما يصاب الأشخاص الحاملين لاضطراب طيف التوحد بإعاقة ذهنية Melford et al 2012   و بالتالي يمكن في هذه الحالة أن تصبح عملية تقييم  الكفايات  الذهنية معقدة  بسبب قصور التواصل و السلوك الملازم لاضطراب طيف التوحد  اللذين يمكن أن يتداخلا  مع الفهم و التكيف أثثناء تمرير الاختبارات .  و بالتالي فإن  الحرص على التقييم الدقيق للوظافة الذهنية للشخص ذي اضطراب طيف التوحد هو أولوية ملحة، تفرض نفسها ، و الحرص كذلك على إعادة التقييم أثناء المرحلة المائية ، لأن معدلات معامل الذكاء عند ذوي اضطراب طيف التوحد يمكن ألا تتسم بالثبات خصوصا في مرحلة الطفولة المبكرة

 الاعتلالات المرافقة :

غالبا ما تترافق الاضطرابات  العقلية ، العصبية النمائية،  الطبية ، و الجسدية بالإعاقة الذهنية بمعدل يتجاوز ثلاث أضعاف وجودها عند عموم الناس Haris 2006  . و يؤثر وجود الاضطرابات المرافقة على نوعية التدخل الماسب للإعاقة الذهنية. كما يستوجب تشخيص هذه الأخيرة ترتيبات خاصة في حالة ترافقها مع اضطراب التواصل أو اضطراب طيف التوحد  او الاضطراب الحركية الحسية و غيرها . و يجب الاعتماد على أشخاص مطلعين لتحديد أعراض وجود أعراض كالهيجان و مشاكل النوم و اضطراب المزاج و العدوان ..لتققيم الوظافة  التكيفية في عدة سياقات اجتماعية .

و من أكثر الاضطرابات النمائية  العصبية اقترانا بالإعاقة الذهنية نجد نقص الانتباه/ و فرط الحركة  و اضطراب طيف التوحد ، و الحركات النمطية (مع أو بدون إيذاء ذالتي )  ، اضطراب ضبط الاندفاعية  و الاضطراب المعرفي العصبي الكبير و الاكتئاب .

و يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية  الخطيرة أن يتسموا بالعدوانية  و السلوكات الاندفاعية لا سيما إمكانية إلحاق الأذى يالآخرين و تحطيم الأثاث.     

المراجع :

  أنوار الحمادي  2020  // معايير الدليل الإحصائي و التشخيصي للأمراض الذهنية(النسخة المعدلة )  //     DSM5-TR  .

Copyriths 2010 -2024 //   ALmaany all rights reserved.

DSM5 2015 // Manuel Diagnostique des troubles menteaux  p : 33 //5eme édition EL SEVIER  MASSON .

 Evans JS 2008    //Dual processing  accounts of reasoning ,judgement, and social cognition,//Annu Rev Psychol 59.255-248 2008  18154502.

Finlayson et al  2010//  Injuries , falls and accidents among adults with intellectual  disabilities: prospective cohort study .intellect disabil res 54(11) : 966-980  2010 21045610.1111/j.1 365-2788.2010 01319.x.

Greenspan et al 2011  // Intellegence involves risk-awarness and intellectual disability  risk-unawreness : implication of theory of common sence 36(4)242-253 , 2011 22050455.

 Haris JC  2006  // Intellectual disability : Inderstanding is devlepment ,Causes, Classification, Evaluation and traitement,New York Oxford university Press 2006.

Ludi et al 2012  //  Suiside risk in youth with Intellectual  disabilitie : the chal-lenges of screening .J Dev Behav Pediatr 33(5): 4431-440   2012  22668827 10.1097// DPT.0b013e1382599295.

Melford  HC et al 2012 //  Genomics Intellectual disability and autism .N Eng J Med 366(8): 733-743, 2012   223536326.

 OMS 2017 // Aide memoire 396 Repèré à www.who.int/mediacentre/ factsheets//fs396/fr.

Schalock  RT  2011  // The envolving understanding of the construct of intellectual disability // J. intellect Dev Disabil 36(4):223-223,2001  22029886.

 Reschly  DJ 2009  // Documenting the developmental origine of mild mental retardation . appl Neuropsychol  16(2) 124-134 ;2009 19430994 10 1080/09084280902864469.

Tassé MJ 2009  //Adaptative Behavior assenssment and the diagnosis  of mental retardation in capital cases .appl Neuropsychol  16(2) 114-123;2009 19430993  10 1080/0984280902864451.

Tassé et al 2012  // The construct of adaptive its conceptualization mea-surement and use in the fieldof intellectual disability  117(4) 291-303 2012 22809075.

world health organisation 2000// international classification  of funtioning disability health // geveve suisse world health organisation 2000.