مفاهيم قاعة الموارد 16: الأخصائي النفسي العيادي le psychologue clinicien


 مفاهيم قاعة الموارد 16: الأخصائي النفسي العيادي le psychologue clinicien

الأخصائي النفسي العيادي و قاعة الموارد للتأهيل و الدعم :

في قاعة الموارد للتأهيل و الدعم يتكامل مفهومين يتعلق أولهما بدراسة نمو الطفل و الثاني بالسيرورات السيكولوجية و رهان بناء الذات (الشخصية)، يرتبط الأول بعلم نفس النمو و الثاني بعلم النفس العيادي. و يحتاج التلميذ من خلال المفهومين إلى  الأخصائي النفسي psychologue الذي يعمل من جهة على علاقة الطفل بالمعرفة، و في حالة وجود اضطراب فإنه يتدخل في ما هو معرفي أصابه فشل أو قصور أو تأخر (اضطرابات التعلم أو التوحد مثلا) و من جهة ثانية باعتبار الطفل ذاتا تواجه إشكاليات مرتبطة بالوظائف النفسية.
فإذا كانت اضطرابات التعلم تحيل على جانب خصوصيات الطفل المعرفية النمائية التي تنعكس على التعلمات و التواصل و الاندماج الاجتماعي و تؤثر يوميا على الحياة المدرسية للطفل، فإن الجهة الثانية ترتبط بتفاعلات علاقة الطفل مع محيطه الواسع. و تهتم بمشاكله النفسية في كليتها.

إذن يمكن للأخصائي النفسي بقاعة الموارد للتأهيل و الدعم أن يشتغل على البعدين المدرسي و العيادي برهان يضع الطفل ليس فقط في وظيفته المدرسية بل في تاريخه، لأن الزمن المدرسي جزء من هذا التاريخ، و رغم أهميته فلا يمكن أن نختزل الطفل في المشاكل المدرسية التي تواجهه، لأن الطفل هو تفاعل يجمع عناصر الزمن و المحيط و الأسرة و العلاقات الاجتماعية داخل هذا المحيط…..

تكوين الأخصائي النفسي و مهامه:

إذا كان الأخصائي النفسي-عصبي هو في الأصل أخصائي نفسي فلأن مختلف التخصصات تنتهي بممارسات مختلفة في حقل تدخل قد يجمع هذه التخصصات لأخصائيين نفسيين حاصلين على ماستر. “MASTER” في علم النفس العيادي أو في علم نفس النمو ،لأن التكفل بالشخص في الجانب النفسي العاطفي يستلهم روحه المعرفية من مختلف تيارات النظريات و المقاربات التحليلية السلوكية و غيرها، ما يغني الرؤية السيكودينامية المتكاملة لإدماج مختلف الممارسات المتعلقة بإشكاليات الشخص.
في هذا السياق يواكب الأخصائي النفسي المريض في مُعاشه للوقوف على خصوصياته و تميزه، و عندما يتعلق الأمر بإصابة تقدير الذات فإن الإشكالية تصبح موضوع اشتغال الاستشفاء النفسي psychothérapie بشكل عرضاني لأن تمكن التلميذ من تحقيق نجاحات في الإنجازات ينعكس إيجابا على تقدير الذات.
و مع ذلك فإن العلاقات مع الإخرين يمكن أن تتأذى عند الأطفال الحاملين لصعوبة الكبح أو اضطراب طيف التوحد الذي يتميز مُعاشه اليومي بالصعوبة.

أما بالنسبة للأطفال الحاملين لاضطراب تشتت الانتباه و فرط الحركة فإن الأبحاث اتبتت أن أهمية التدريب على المهارات الوالدية تسمح بتحقيق تقدم كبير على المستوى النفسي التربوي. و توجد برامج تكفل تشتغل بالموازاة، تهم الآباء و الأسر و الأولياء.

وقد قدم باحثون(gramonnd et al) برنامجا مفصلا بحصص موجهة للآباء و أمهات اضطراب تشتت الانتباه و فرط الحركة، مستلهما من تقنيات الاستشفاء السلوكي المعرفي معززا بتقنيات التأمل الواعي بشكل يسمح بالتدبيرالانفعالي

(programme lyper MCBT).

 مجموعات التدريب على المهارات الاجتماعية GEHS:

بالإضافة إلى ممارستها الإجرائية و بعدها الإيكولوجي تطورت مجموعات التدريب الاجتماعية “gehs” تحت هدف دعم الأطفال لكسب  رهانات العلاقات الاجتماعية، انطلاقا من التعرف على الانفعالات إزاء الأطفال في وضعية الصعوبة لأجل حل مشكلاتهم،  و تشتغل المجموعات ف إطار 15حصة (ساعة و نصف) تقترح لفائدة المرضى حسب بروطوكول محدد يوفر الأمن لأطفال يتمردون على التغيير.
يتم في البداية التعريف بالمبادئ النظرية قبل الاشتغال عليها من خلال عدة حوامل من بينها “السيناريو الاجتماعي”  حيث يتم تحليل الأخطاء و تناول المشاعر بعد تعبير الأطفال و بناء تفاعلهم بشكل يقربهم من الوضعية موضوع الحصة (تقديم النفس، المجاملة، و إبداء ملاحظة، الامتنان، الدعوة….).
و الواقع أن الأخصائي النفسي العيادي هو الأكثر تأهيلا لمعالجة أبعاد العلاقة مع الآخر نظرا لمقاربة عمله التي تقربه من مُعاش المريض، كما تجعل المقاربة المعرفية الأخصائي النفسي-عصبي خبيرا في تنزيل البروتوكول المُبنين حسب حاجات الطفل و خصوصيته.