
يوسف العزوزي : أستاذ مشرف على قاعة الموارد للتأهيل و الدعم بمديرية تازة.
تستوجب مستجدات التربية الدامجة الدخول في علاقة دينامية مع الأستاذة و المربين و أولياء أمور التلاميذ و تصميم جسر تواصل بين الفاعل التربوي التعليمي و العلوم العصبية و مختلف المستجدات العلمية ذات الصلة.، مع النأي بالنفس عن محاولة إثبات علمية هذا المنهج أو ذاك لأن هذا الدور من اختصاص هيئات علمية متخصصة، فالأهم هو استثمار الفهم العلمي و الاكتشافات الحديثة في تطوير المنتوج البيداغوجي و تكييفه مع خصوصيات المتعلمين و البحث في ملاءمة وضعيات التعلم.
أنا لست متخصصا في العلوم العصبية و لكنني أستاذ مشرف على قاعة الموارد للتأهيل و الدعم ، مهمتي تنسيق العلاقة بين ما يتعلق بمهنة البيداغوجي التربوي (أستاذ التعلمات الأساس) و مهنة الطبيب و الأخصائيين و الأخصائيين النفسيين على اختلاف ابعادهم العلمية، و في هذا السياق تبرز الحاجة إلى مواكبة آخر الأبحاث و العلوم ذات الصلة (العلوم المعرفية، علم الاجتماع التربوي ،علم النفس ، العلوم العصبية، علم النفس العصبي، علم النفس السلوكي ، تحليل السلوك التطبيقي علم النفس الايجابي…..)
مفاهيم قاعة الموارد 12:هندسة النظام التعويضي للوظائف الانتباهية و التنفيذية.
تستلزم هندسة النظام التعويضي للوظائف الانتباهية و التنفيذية إنجاز حصيلة أولية(bilan initial) و تحديد نقاط القوة/الضعف، غير أن أي ممارسة غير مكيفة مع خصوصية الطفل لا يمكن أن تكون منتجة، إذ يجب على سبيل المثال تفادي المهام المزدوجة ( double tâche)، حتى و إن كانت الوظائف الانتباهية المُتقاسمة محفوظة.
و تتجلى أهمية الحاجة إلى الوظائف الانتباهية التنفيذية في كونها تلازم الفرد في كل الوضعيات منذ فترة إعداد الفطور الصباحي إلى العروض و الواجبات المدرسية، إلى ما بعد ذلك من الأنشطة اليومية الاعتيادية، و هذا يعني أن النظام التعويضي يمكن أن يجد مكانه في مختلف الأمكنة و الأوقات المتعلقة بحياة الطفل (المنزل، المدرسة، الأنشطة الغير الصفية… ).
تتميز الوظائف الانتباهية التنفيذية بطابع خاص لأنها تنعكس على وضعيات المراقبة الاجتماعية و التربوية و البيداغوجية. و تزيد الأوامر اليومية طين هذه الانعكاسات بلة ( اجلس في المقعد لمدة أربع ساعات، كن مهدبا، كن هادئا….).
و كما هو الشأن بالنسبة لكل الاضطرابات المعرفية فإن الأنشطة النوعية يجب أن تراعي خصوصية كل طفل و أسرته و المدرسين و المؤهلين و الزملاء، لتلائم نقاط القوة/الظعف.
الوضعيات الصعبة التي تستلزم نظام تعويضي :
@ صعوبة وضعيات العبء المعرفي.
@ صعوبة استعمال الزمن المثقل، التغيرات، و لحظات الشك”incertitude”.
@صعوبة نهاية اليوم، نهاية الأسبوع، نهاية الموسم….
@ صعوبة الإثارة و التعب.
@ صعوبة التعليمات و الأنشطة المطلوبة للاستئالة (à automatiser).
@صعوبة التعليمات المتعددة المفترض الاحتفاظ بها على المدى البعيد.
@ صعوبة الواجبات المدرسية في نهاية اليوم، واجبات الأمس من أجل اليوم الموالي.
@صعوبة الأنشطة الطويلة المضنية.
@ صعوبة وضعيات السكون، المراقبة، الانتظار.
@صعوبة التعامل مع المستجدات الطارئة.
@صعوبة معالجة الرموز الاجتماعية ( ما يقال/ما لايقال) و قواعد المجتمع.
@ صعوبة وضعيات الأحكام الأخلاقية و الاجتماعية و التربوية و البيداغوجية و السلوكات الاعتيادية المنتظرة…
@ صعوبة الوضعيات المعقدة (مايجب فعله/ما لا يجب فعله).
@ صعوبة العلاقات الاجتماعية بسبب الحركة و الاندفاعية و الحركات المفاجئة و الاستعمال اللفظي.
@ صعوبة الشروع في نشاط و الالتزام به.
@ صعوبة إكراهات المهام التي يجب التخطيط لها، و الأنشطة التي يجب إنجازها و القواعد و الروتين اليومي ( اللباس، الاستحمام، الذهاب إلى…)
@ صعوبة الاستقلالية في العمل (التخطيط في العمل…)
@صعوبة وضعيات المفاوضات التي تستوجب الليونة في التعامل.
@صعوبة جمع أو تنظيم الأدوات (محفظة، ملابس…).
@صعوبة قطع الطريق في الفضاء المخصص للراجلين، اختيار الحافلة المناسبة..
@ صعوبة كثرة المثيرات في الأماكن العامة(محطة القطار مثلا).
@صعوبة وضعيات المجموعات.
@صعوبة استقرار المكتسبات (درس يعرفه يوما، و لا يعرفه في اليوم الموالي…).
عدة النظام التعويضي
Boîte à outils de système alternatif
بعد تعريف الوضعيات التي تحتاج إلى نظام تعويض حسب خصوصية كل طفل ، يجب تفادي الطلب من التلميذ المعنى باضطراب الوظائف الانتباهية أن ينتبه أكثر و العمل بالمقابل على تجنيبه وضعيات العبء الانتباهية”surcharge attentionnelle”.
@ العمل على تمييز و توضيح المعلومات (تغيير إيقاع العمل، الحوامل البيداغوجية، المقاطع الديداكتيكية..) وصيغ التعلم (وقوف، جلوس، أثناء المشي، على السبورة، شفويا، على الحاسوب، على البساط…).
@ تفضيل التواصل عن قرب، تقديم المساعدة البصرية أثناء إعطاء التعليمة لتسهيل التركيز.
@ الحد من مراحل الانتظار و ضبط مدة اللعب و العمل باستعمال ضابط الوقت “timer” أو منبه.
إزالة أسباب الإحباط و تدبير : الحاجة إلى الحركة و الاندفاعية، و قلة الاحترام و المقاطعة و الغضب و الإشباع المعرفي.
@ تثمين الأداء الجيد، منح مساعدة لتسجيل كل الأفكار، إعطاء فرصة لإبراز الكفاءات و المواهب، و تشجيع الإبداع.
@ التركيز على الاستراتيجيات لتحقيق فعل و ليس لتجنب سلوك “تطوير سلوك الطفل ليس استراتيجية”.
@ الحد النهائي من طلب الانتباه “انتبه أكثر” لأن هذا الهدف غير قابل للتحقق في حالة الاضطراب الانتباهي.
@ تمييز الوظائف المعرفية(الذكاء ووظائف الانتباه).
@ تثمين نقاط القوة، كتثمين الأنشطة البدنية و الخارجية في حالة عدم الاستقرار، أو الألعاب السريعة في حالة الاندفاعية، أنشطة الإبداع في حالة التشتت المعرفي( la dispersion cognitive).
@ استثمار الطاقة الفائضة في الأنشطة البناءة و الإيجابية (ابحث عن الممحاة فوق الطاولة، وزع الدفاتر على التلاميذ، ممارسة الرياضة، الذهاب إلى المدرسة بدراجة هوائية، التكليف بمهام داخل القسم تسمح بالحركة…).
@ تخطيط أماكن الاستراحة ، و هي ليست أماكن للعزل و العقاب.
@ دعم الحفاظ على روابط الرفقة و المودة، و تعريف السلوك المزعج و السلوك الجيد أو المنتظر، و إرساء رموز للتعبير عن السلوك اللائق و استراتيجيات التغيير.
@ تثمين أنظمة التعزيز الإيجابي.
@التصريح بالقواعد الاجتماعية، و استباق الوضعيات الخطيرة بجمل تحمل حلولا للمشكل.
@ استباق وضعيات النسيان بحوامل خارجية (“حاول ألا تنسى.” ليست استراتيجية واقعية).
@ الأخذ بعين الاعتبار لقواعد استقامة الجسم (الجلوس من أجل القراءة مثلا.)
@التعامل بمرونة مع القواعد الاجتماعية و البيداغوجية و التربوية التي تفرض مواقف و هيئات و سلوكيات يمكن أن تحجب الهدف الأساسي (التعلم مثلا).
@ تفسير التغيير في وثيرة التعلمات و بخصوصية الموارد الانتباهية المتاحة (تعريف التلميذ بخصوصيته).
@ تفضيل الحركة و التنقل و الاستراحة المنتظمة (استراحة إجبارية، توزيع الأوراق و الدفاتر، مسح السبورة، البحث عن كتاب..) من خلال المزاوجة بين الحركة و السكون (الجلوس).@ تفضيل الرياضة و الأنشطة البدنية و الحركة.
@ استعمال ورق الملاحظة(post-it) و رسائل التذكير”pense-bete” (وضع الدفتر فوق السرير للتذكير بضرورة إنجاز التمارين المنزلية).
@ تفضيل التعليمات القصيرة و الدقيقة للحد من عبء المعلومات.
@ تفضيل الفترة الصباحية للتعليمات الجديدة.
@ إخفاء المعلومات الغير المناسبة بورقة بيضاء أو مسطرة قرائية.
@ المساعدة من أجل الإبراز و التخليص و البحث و المراقبة…
@ تفضيل الجلوس في مقدمة الصف. في القسم و تفادي الجلوس بجانب النافذة.
@ السماح بالاشتغال أثناء المشي أو الوقوف أو التمدد على السرير أو الاستماع للموسيقى أو اللعب بالقلم بين الأصابع.
@ التمرين على المهام المزدوجة المراقبة (كرة ضد التوتر مثلا).
@ اقتراح الإنجاز أو التقديم على الحاسوب أو تطبيق بدل الدفتر.
@ توفير حامل مع التعليمة لإنجاز نشاط (بطاقة، جدول، ورقة طريق).
@ اقتراح العمل بالثنائي ( binôme) في إنجاز الواجبات…..
@تخفيف زمن العمل و الواجبات.
@تفضيل الوسائل الرقمية للحد من التشتت (بمساعدة تنزيل الترجمة أو جمع الملفات أو تحويل المنطوق إلى مكتوب أو العكس..).
@ تقطيع الأنشطة و التعليمات إلى مراحل.
@ تفضيل التعليمات الأحادية بدل التعليمات المتعددة.
@تفادي موارد الترفيه أثناء العمل.
اقتراح المساعدة لإنجاز الواجبات و التعلم.
موضوع هام .حبذا لو تم تعميم وجود قاعات الموارد في كل المؤسسات لما لها من اهمية