
Naeva Roulin 2021
ترجمة : يوسف العزوزي
يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على بعض الأسس النظرية للوظائف التنفيذية و نظرية الذهن من خلال وظيفتيهما الاعتيادية ، للوقوف على اختلالهما الوظيفي المعرفي عند الأشخاص ذوي الاضطرابات النمائية العصبية ( اضطراب طيف التوحد و اضطراب نقص الانتباه /وفرط الحركة و عسر القراءة).حيث أضحى اختلال الوظائف التنفيذية معطى واضحا مميزا للأشخاص الحاملين للاضطرابات العصبية النمائية طيلة حياتهم Geurts et al 2012 .
1 : الوظائف التنفيذية و نظرية الذهن :
عرف Roy 2007 مفهوم الوظائف التنفيذية بالاستعمال المجازي للمظلة التي تغطي مجموعة من مهارات المستوى العالي الضرورية لإنجاز سلوك موجه نحو تحقيق هدف تحت قيادة الباحة الجبهية و مساراتها Struss et Benou 1986 . و تتجلى مهمة الوظائف التنفيذية في تيسير التكيف تحقيقا لمهام وضعيات ملائمة ، لا سيما عندما تكون الأنشطة الروتينية و المهارات المكتسبة غير كافية لتحقيق هذا التكيف، في هذه الحالة تبرز الحاجة الملحة لهذه الوظائف Van der land et al 2000 .
علما بأن الأوساط العلمية لم تتوصل لا إلى إجماع حول تعريف مفهوم الوظائف التنفيذية و لا إلى تحديد السيرورات المعرفية المندمجة في إطارها Lezak 1995 . لكن يمكن اعتبار عدد منها بمثابة وظائف للضبط و المراقبة Roy 2007 .حيث نقف على مهارات إطلاق سلوك أو كبح أنشطة أو مثيرات أو انتقاء الأهداف الملائمة لإنجاز مهمة أو التخطيط أو اعتماد منطق لحل مشكلة معقدة ، أو اكتساب مهارات أو تطبيق استراتيجيات لحل المشاكل بمرونة ، أو ضبط الانفعالات أو مراقبة تقييم السلوك.
يلعب الفص الجبهي و مساراته دورا أساسيا في نمو المراقبة التنفيذية ، سواء على المستوى المعرفي أو مستوى السجل الاجتماعي العاطفي . و تحتاج العلاقة بين أبعاد نمو الوظائف التنفيذية ( كالمعالجة أو الضبط الانفعالي أو التعاطف ، أو اتخاد القرار العاطفي ) إلى مزيد من الدراسة لأنها تشكل رهانا كبيرا في فهم انبثاق المعرفة الاجتماعية ، و مفاهيم أخرى مرتبطة بها كنظرية الذهن و حل المشكلات الاجتماعية Roy 2015 نظرا لوجود علاقة وطيدة بين المعرفية الاجتماعية و قدرات نظرية الذهن في حل الوضعيات الإشكالية للحياة اليومية Zelazo 2015 .
يعتبر تسليط الانتباه على الآخر سيرورة معقدة ، تستوجب قراءة نظراته و تحليل هيئة جسمه و تعبيره و فهم منطوق ما يقوله من أجل التوافق مع أسلوبه التكيفي. في هذا السياق تحيل نظرية الذهن على قدرة الولوج إلى الحالة الذهنية للآخر ، على مستوى نواياه و مشاعره و معتقداته و فهمها Bauminger-Zviely et Kinhi 2013 /Baron-cohen 1988 . هنا تحيل “نظرية ” على صياغة صياغة فرضيات و استنتاجات و تنبؤات إزاء سلوك الآخر . فتصبح نظرية الذهن وظيفة معرفية و قدرة على التفكير المنطقي ( و هذا ما يميزها عن الشعور بالتعاطف) .
و هي ضرورية لضبط التصرفات و الصيرورة الجيدة للتفاعلات الاجتماعية Nader –Grosbois 2011 .و تَنْشط مكونات نظرية الذهن في النطاق الاجتماعي العاطفي ( مثلا ، الشعور بالتعاطف ) و نطاق التواصل ( الانتباه المشترك). و يصف Flevel 2000 قدرات نظرية الذهن كمفاهيم ذهنية غنية و معقدة تبدأ في النمو بين السنة الثالثة و الخامسة .
و قد صاغ الباحثون في عدة مراجع علمية مهتمة بهذا الموضوع فرضيات حول وجود عدد من العوامل لاكتساب نظرية الذهن عند الأطفال الصغار، و يذهب بعضها إلى وجود كفايات أساسية سابقة على نظرية الذهن لكنها غير كافية لاكتسابها.
و يمكن أن تكون نظرية الذهن هي الوسيلة الأفضل لإرساء علاقة بين الوظائف التنفيذية و المشاكل المتعلقة بالتواصل الاجتماعي لذى الأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد Kenworthy et al 2009 .حيث تساهم الوظائف التنفيذية في تفعيل القدرات التي كشفتها نظرية الذهن Moses 2001 . و يرى آخرون بأن أهمية نمو هذه القدرات يسمح بالتعرف على اختلاف وجهات النظر عند الأشحاص Clarson et al 2013.
2 : الخلل الوظيفي النورو- سيكولوجي.
اضطراب طيف التوحد:
حاليا يعتمد الباحثون على أربع نظريات معرفية ساهمت في إغناء علم أعراض اضطراب طيف التوحد : و هي الخلل الوظيفي التنفيذي و الخلل الوظيفي لقدرات نظرية الذهن و ضعف الاتساق المركزي و ضعف الحافزية الاجتماعية Valeri et Speransa 2009 ، و يستهدف هذا المقال التركيز أكثر على الخلل الوظيفي التنفيذي و الخلل الوظيفي لقدرات نظرية الذهن.
أ) النظرية المعرفية للوظائف التنفيذية :
يشير وصف الوظائف التنفيذية عند الأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد إلى نمو غير نمطي لهذه الوظائف ، تنعكس خصوصياته على تمظهر العلامات المميزة لهذا الاضطراب Luna et al 2007 . و رغم ذلك فإن الوظافة التنفيذية للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد لا تفسر مجموع الأوصاف السريرية لهذا الاضطراب Yerys et al 2007 . وعلى غرار نظرية الذهن تكمن أهمية الخصوصيات التنفيذية في تأثيرها على المسار النمائي و انعكاسها على السلوك التكيفي و الانتباه المشترك و النجاح المدرسي و الكفايات الاجتماعية Pellicano 2012 .
و قد كشف Pellicano2007 وجود تلازم بين الوظائف التنفيذية العامة ، و قدرات نظرية الذهن عند الأطفال ذوي طيف التوحد بمعزل عن السن و مستوى الاستعداد اللفظي.
تعتبر الاختلالات الوظيفية مصدرا للأعراض المميزة لهذا الاضطراب كالتصلب و السلوك المتكرر و الاهتمامات المحدودة و ضعف القدرة على التكيف مع الروتين اليومي أو مع التغيير Geurts et al 2004 . و يمكن للاختلالات الوظيفية أن تقدم تفسيرا نظريا لهذه السلوكات المتكرة و الاهتمامات المحدودة أو لأعراض أشخاص يفضلون سلك نفس الطريق للذهاب لمكان ما ، أو أشخاص يقومون بأنشطة بنفس الترتيب و الأسلوب ، أو آخرون يظهرون استجابات سلوكية غير ملائمة إزاء التغييرKenworthy et al 2008 .
و مع ذلك فإن لفرضية الاختلال الوظيفي للوظائف التنفيذية حدودا أشار إليها Valeri et Speranza 2009 تتلعق بالحاجة إلى مزيد من التدقيق و عدم اكتمال الإجماع العالمي، و غياب كل أعراض التوحد عند الأطفال الذين تعرضوا لإصابة في الباحة الجبهية ، و غياب الترابط بين الخلل الوظيفي للوظائف التنفيذية و درجة شدة إعاقة الكفايات الاجتماعية ، حيث أبانت الدراسات في هذا المجال عن تباين في النتائج حسب الفئة المدروسة.
ب) النظرية المعرفية لنظرية الذهن :
شكلت نظرية الذهن موضوع دراسة باعتبارها إحدى النظريات المعرفية المساهمة في تفسير عناصر الملمح الإكلينيكي للأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد ، و فرضت نفسها إلى حد لا يمكن تجاوزه ، لأنها فتحت آفاقا مختلفة عن المسار التقليدي من خلال إثارتها لمتغيرات معنية في التشبيك العصبي بصعوبات متفاوتة الشدة بين الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد Kimhi 2014 . حيث تم استهداف مهام متعددة لدراسة السيرورات العصبية المعنية بنظرية الذهن .
و أظهر الأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد المعنيون بدراسة هذه المهام ضعفا واضحا في القدرة على استيعاب الحالة الذهنية للآخر Mathersul et al 2013 .
دعمت عدة دراسات حول نظرية الذهن فكرة محدودية النشاط و الاتصال الوظيفي بين مناطق الباحة الجبهية و الثلم الصدغي و التقاطع الجداري الصدغي عند هؤلاء الأشخاص مقارنة مع عموم الناس.
يعتبر قصور قدر ات نظرية الذهن محوريا لذى الأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد نظرا لتداعياته على الحياة اليومية ، و مع ذلك فإن هذه النظرية المعرفية لا يمكنها منفردة أن تقدم تفسيرا حول العلامات التوحدية ، إذ يمكن للخصوصيات الحسية التي وردت في الدليل الإحصائي و التشخيصي الخامس أن تفاقم من الاختلالات الوظيفية .
تستند قدرات نظرية الذهن بشكل كبير على المعيار (أ) لا سيما في بعده الأول و الثالث DSM5 المتعلقين بالخلل الوظيفي السوسيو انفعالي و التبادل المحدود للاهتمام و المشاعر أو العاطفة ، و الخلل الوظيفي في تطوير العلاقات و فهمها و الحفاظ عليها، بما في ذلك صعوبة تكييف السلوك حسب السياقات الاجتماعية و صعوبة المشاركة في الألعاب الافتراضية (التخيلية) و صعوبة بناء الصداقة و الحفاظ عليها و غياب الاهتمام بالأقران DSM 5 . كما يصعي على الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد تقديم تفسيرات سياقية ملائمة لوصف حالة ذهنية لشخص آخر.
و في الحياة اليومية يكون الشخص التوحدي صادقا ، كما يمكن لصراحته أن تتسم بالوقاحة .و عند إثارة موضوع يهمه ينخرط فيه دون أن يهتم بأن ما يقوله يهم مخاطبه أو لايهمه.
ج) النظرية المعرفية لضعف الاتساق المركزي:
تعتبر نظرية الاتساق المركزي أن لأشخاص ذوو المسار النمائي التقليدي للسيرورات المركزية لمعالجة المعلومات ، يتميزون بخاصية اتساق الوظافة ، ما يمكنهم من إعطاء دلالة للمعلومات من خلال وضعها في سياقات أشمل . واقترحت frith et Happé1994 فرضية وجود اختلال وظيفي في الاتساق عند الأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد .و حسب هاتين الكاتبتين فإنهم يعالجون المعلومات “قطعة بقطعة” لأنهن غير قادرين على معالجتها في سياق موحد متكامل . و منه تصاب القدرة على إيجاد دلالة شاملة لمثير بالعجز.
د) النظرية المعرفي للحافزية الاجتماعية :
تنطلق نظرية الحافزية الاجتماعية من أن الأشخاص ذوو طيف التوحد يتسمون بضعف على مستوى الحافزية للاستجابة للمثيرات الاجتماعية منذ بداية نموهم ، و هذا ما يؤدي إلى تحجيم التفاعل مع المثيرات الاجتماعية ، و قد يمتلك بعضهم الحافزية للتواصل لكنهم لا يمتلكون الأدوات التي تساعدهم على تحقيق ذلك ، و إزاء تكرار تجارب الإخفاق في التواصل يفقدون هذه الحافزية الاجتماعية Dawson et al 2005 .
وينصب مجهود البحث في الوقت الراهن حول إبداع أساليب تسمح بتقييم و تقدير الحافزية الاجتماعية .
اضطراب نقص الانتباه مع أو بدون فرط الحركة :
تحاول عدة نماذج أن تفسر أعراض اضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة و بالخصوص نموذج باركلي و براون و دونيس و دياموند بالإضافة إلى التيار النظري الذي طوره Songa –Barke .
و قد دفعت أهمية الكبح Barkly 20015 إلى اقتراح النموذج النظري لاضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة ، و دمج فيه الوظائف التنفيذية . و يقوم مبدأ هذا النموذج على الاختلاف الوظيفي الأولي لكبح السلوك ، مسببا في فقدان النجاعة على مستوى قدرات ذاكرة العمل و الضبط الذاتي للعاطفة و الحافزية و اليقظة و استيعاب اللغة . و يتميز هذا النموذج بالبحث في ربط السيميولوجيا السريرية لاضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة و تلك المتعلقة بمتلازمة عسر التنفيذ.
يضم نموذج باركلي مجموعة من الصعوبات الوظيفية لكنه يتختلف عن نموذج Brown بتسليطه الضوء على الكبح السلوكي باعتباره الخلل الأساسي الذي يسبب التمظهرات السريرية للاضطراب.
فيما يصف براون ستة مجالات أساسية لوجود الخلل الوظيفي عند الأشخاص ذوي اضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة و هي: التفعيل ( التنظيم و تحديد الأولويات و التنشيط في العمل) ، التركيز ( تركيز الانتباه و تسليطه على المهام)، المجهود (ضبط اليقظة ، الحفاظ على مجهود و سرعة المعالجة)الانفعال ( تدبير الاحباط و ضبط الانفعال) ، الذاكرة ( استعمال ذاكرة العمل و الولوج إلى الذاكرة ) و الإجراء ( مراقبة و إجراء الضبط الذاتي) Brown 2008 .
كما أفرزت الأدبيات العلمية في سنوات 2000 نموذجين متمايزين بكونهما متكاملين و تراتبيين Dennis 2006 ; Diamond 2013 .يتميز هاذين النموذجين بكونهما خاصين ببنية و نمو الوظائف التنفيذية .
و يقوم نموذج Diamond 2013 على فكرة التمايز التدريجي لمختلف المكونات التنفيذية المقترنة بنمو فارقي و تفاعلات بينية متدرجة نحو التعقيد ، حيث يمهد نمو مراقبة الكبح و ذاكرة العمل إلى ظهور المرونة الذهنية و الوظائف التنفيذية بما فيها التخطيط و حل المشكلات بشكل يعكس جدولة هذا النماء الفارقي Roy 2015 .
و تركز مقاربة نظرية أخرى على عدم التسامح مع الانتظار التي تسم أطفال فرط الحركة ، حيث يرى Songa –Barke 2002 بأن السلوكات المرتبطة بفرط الحركة تعكس تعبيرا وظيفيا للنمط الحافزي الكامن خلفها. و تذهب هذه المقاربة إلى أن الأطفال ذوو نقص الانتباه و فرط الحركة يختارون المكافأة الفورية . و في هذا النموذج يصبح اضطراب الخلل الوظيفي و خصوصا ذاك المتعلق بذاكرة العمل و التخطيط ، نتيجة لاختيار المكافأة الفورية Van Ewijik et al 2012 .
بعيدا عن أعراضه الأساسية، يجد البالغون ذوو اضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة صعوبة في فهم المشاكل التنظيمية و ينعكس ذلك على عدة أبعاد مرتبطة بالحياة اليومية كالفشل المدرسي و تعطيل العلاقات الاجتماعية و الأسرية و صعوبة ضبط المزاج التي قد تؤدي إلى الاكتئاب.
عسر القراءة :
ترتبط الوظائف التنفيذية بآليات معالجة اللغة و سيرورة الكتابة Butterfus et al 2018 ;Smith- Spark 2000 . و يشير الباحثين إلى وجود رابط تنبؤي بين الوظائف التنفيذية و فهم المقروء، في هذا السياق سلطت دراسة تحليلية ل: Follmer 2018 الضوء على وجود علاقة بين قوة الوظائف التنفيذية و الفهم الجيد للمقروء، كما تطرق Sema et al 2009 إلى دور الوظائف التنفيذية في فهم المقروء من خلال التفعيل المتزامن لسيرورات متزامنة و استراتيجيات و تخطيط و تفكير منطقي و تحليل نقدي.
و حول علاقة الوظائف التنفيذية و سيرورات الكتابة ، اعتبر Drijbooms بأن الوظائف التنفيذية تلعب أدوارها في هذه السيرورات عندما يتعلق الأمر بانتقاء التمثلات النحوية و المعجمية المناسبة لتنظيم الأفكار و كبح المعلومات الزائدة لتحيين التمثلات الذهنية للنص حسب توالي الجمل المكونة له Smith-Spark 2020 .
و رغم تباين الدراسات المخصصة للوظائف التنفيذية كالكبح و المرونة المعرفية و التخطيط و حل المشكلات و المهام المزدوجة ،اتفقت على أن عسر القراءة يتغير من تأثير وظيفة تنفيذية إلى أخرى Smith-Spark 2020 . و اهتم Mahé et al 2014 بمشاكل الكبح المرتبطة بعسر القراءة .
إن إمكانية تأويل نتائج دراسات أثر المرونة المعرفية على عسر القراءة بعدة طرق يجعلها غير واضحة Smith-Spark 2016 . كما لازالات مهام الطلاقة “fluence ” تتسم بصعوبة توضيح العلاقة بين الوظائف التنفيذية و الطلاقة الصوتية أو الطلاقة الخطية “graphique” .
من الناحية المعرفية يمكن اعتبار الطلاقة الصوتية أكثر تعقيدا من الطلاقة الدلالية ، و ذلك لسببين : أولا؛ لأن المهام التي تتوخى تقييم الطلاقة الصوتية تستوجب البحث في ذاكرة الكلمات بدء من الفونيمات (و ترتيبها) و هذا تمرين أصعب من البحث عن كلمات تنتمي إلى نفس الحقل الدلالي Leggio et al 2000 .و انتهت عدة دراسات Ardila et Surloff 2006 إلى ضرورة البحث عن المعلومة من خلال أكبر عدد من الفئات الفرعية ( sous-catégories ) .و هذا يعني أن البحث عن مشاكل عسر القراءة يستوجب معالجة فونولوجية دقيقة لأن كل فونيم يكتسي طابعا محددا ، و قد تكون قدرات الطلاقة غير معنية بتأثير عسر القراءة Smith-Spark et al 2017 .
و تحتاج مهام حل المشكلات و التخطيط إلى اختيارات معقدة تتطلب تعبئة عدة وظائف تنفيذية تمكن الشخص من القيام بسلوك مناسب Diamond 2013 .
و قد سلط Meltzer 1991 الضوء على المرونة الذهنية عند الأشخاص ذوو عسر القراءة باعتبارها معيقا للولوج إلى المعلومات الميطا-معرفية . و علاقة بذاكرة العمل البصرية الصوتية خلص Bacon et al 2013 إلى أن لذى الأشخاص البالغين صعوبات أكبر بالمقارنة مع غيرهم لإرساء استراتيجيات معرفية ملائمة و ناجعة .
إذن يتضح أن الوظائف التنفيذية و الانتباهية و كذا نظرية الذهن هي عناصر نظرية ضرورية ، لمساهمتها في الفهم الجيد لسلوك الأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد و اضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة . و هذا ما أدى إلى ظهور عدة نماذج نظرية داعمة للممارسة السريرية أمام متغير الأعراض عند كل شخص.
المرجع :
Naeva Roulin 2021 // Le diagnostic des troubles du neurodéveloppement chez l’adulte// p 91-103 // MARDAGA.