التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة بين المغرب وفرنسا


احمد امين نولي:

في طفولتي، كنت أسمع الكثير من الناس ينصحونني بالتوجه إلى أوروبا، مؤكدين أنني هناك سأحقق كل ما أطمح إليه، بينما في المغرب لن أحقق شيئًا. لم أكن أحب هذا الكلام، لأنني أحب وطني، وأحب مدينتي تازة التي نشأت فيها. مع مرور الزمن، تمكنت من التعلم وتجاوز بعض التحديات التي واجهتني، حتى وصلت إلى الجامعة وحصلت على الإجازة، وحققت العديد من الأشياء الأخرى. ومع ذلك، بقي في قلبي شيء من الأسف.

أخيرًا، وصلت إلى أوروبا، إلى فرنسا، وهناك فهمت لماذا كان الناس ينصحونني بالسفر إليها. أول ما لفت انتباهي هو النظافة التي تميز أغلب المدن التي زرتها، واحترام سكانها للقوانين، بما في ذلك النظام، حسن المعاملة، والاعتراف بذوي الإعاقة كأشخاص أسوياء دون عطف أو شفقة، بل بابتسامة عريضة وتحيات لطيفة (bonjour) من الجميع، كبارًا وصغارًا. أُعجبت بتوفر الولوجيات في كل مكان زرته، وعند ركوب القطار كان يتم توفير مسؤول خاص لتأمين الولوجية المطلوبة للصعود أو النزول. هذا الشعور أعطاني إحساسًا بأنني موجود وذو قيمة لدى هؤلاء الناس.

لا زلت أذكر عندما كنت مسافرًا إلى فرنسا عبر طائرة الخطوط الملكية المغربية من مطار فاس سايس. لم أتمكن من الاستفادة من المرافق أو المصعد للصعود إلى الطائرة، ولم يكن هناك مقعد يناسب إعاقتي، فكانت لحظات كئيبة عانيت فيها أنا ووالدي. لولا تدخل طاقم الطائرة في اللحظات الأخيرة وتوفير مقعد مناسب لي، لكانت التجربة أسوأ. عند العودة، تكرر الوضع نفسه؛ لا مصعد للنزول ولا مرافق، بل كانت هناك “مسؤولة” لا تعرف معنى المسؤولية الموكلة إليها، ولا تفهم حقوق ذوي الإعاقة، بل حتى الكلام اللبق لم تكن تتفوه به. رغم أنني طلبت مسبقًا كل ما يحتاجه شخص في وضعي، وكان الرد من مسؤول في الخطوط الملكية المغربية يؤكد أن الأمور ستكون على ما يرام، لكن لم يكن هناك شيء على ما يرام.

من المؤسف جدًا أن نجد مثل هذه المشاكل في وطننا. منذ وقت طويل وأنا أرفض فكرة هجرة وطني، لكن تشبثي به بدأ يتلاشى أمام هذه المعوقات. فهل أنا لست مواطنًا مغربيًا ولي حقوق؟ ما عشته من عناية في فرنسا وفي طائرتها عند الهبوط والصعود أشعرني بالأسى والأسف على سوء التسيير وانعدام المسؤولية عند بعض المسؤولين في وطني.