فاطمة الزهراء أبشي
لعل الجميع سيقف مدافعا، غير متقبل لما صرنا نراه اليوم من تفش للمثلية الجنسية بالمجتمعات العربية، وقد يرفض البعض الاعتراف بهذه الحقيقة التي صارت تهدد أطفالنا ومراهقينا، لكن بالرغم من ذلك الواقع يؤكد العكس تماما، فأي مصير ينتظر أطفالنا وشبابنا في غياب الوعي بهذا الاضطراب النفسي الذي صار يراد به العكس؟
منذ أن بدأ علم النفس في دراسة ظاهرة المثلية الجنسية وهو ينظر إليها على أنها اضطراب نفسي يأتي نتيجة صدمات وعقد ضاربة في عمق الطفولة، مما يتمخض عنه بناء غير سوي للشخصية، تنتج عنه ميولات جنسية شاذة عن الطبيعة البشرية..يحتاج صاحبها إلى علاج ومتابعة، لكن سرعان ما تغيرت هذه النظرة، حيث أجمع العاملون في مجال العلوم السلوكية والاجتماعية والمهن الصحية والنفسية على الصعيد العالمي بأن المثلية الجنسية هي شكل صحي من أشكال التوجه الجنسي عند البشر، ليأتي بعد ذلك مباشرة إلغاء الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين تصنيف المثلية الجنسية كاضطراب نفسي سنة 1973، ثم مجلس ممثلي جمعية علم النفس الأمريكية عام 1975، وبعدها أزيل هذا التصنيف بمؤسسات الصحة النفسية الكبرى حول العالم بما في ذلك منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عام 1990، ومذ ذاك ونحن نشاهد في كل مرة اكتشافات علمية ودراسات وأبحاث تزعم أن المثلية الجنسية شيء طبيعي، ولم يتوقف الدفاع عن هذ الفكرة عند الغرب بل انخرط فيه بعض الملحدين العرب كذلك.
كل ما سبق ذكره أدى في النهاية إلى انتشار المثلية الجنسية ليس كاضطراب ولكن كثقافة، بل وأكثر من ذلك كــ (موضة) جديدة في العلاقات، هذه الموضة التي صار شبابنا كذلك معنيا بها، حيث انتشرت مجموعة من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بدون استثناء، لفتيان وفتيات يعترفون بمثليتهم ويدافعون عنها، وينشرون صورا وفيديوهات تشجع على الانفتاح وتقبل “موضة العلاقات المثلية”، بالإضافة إلى مجموعات وصفحات هي الأخرى لديها نفس التوجه. هذا الذي يدفع بنا جميعا إلى ضرورة توعية أطفالنا وشبابنا بحقيقة “المثلية الجنسية” كاضطراب نفسي يتطلب علاجا عند دوي الاختصاص، وتصحيح ما يروج له حول الظاهرة كما يريدون لها أن تكون، حالة طبيعية وثقافة أو موضة يمكن لأي شخص أن يتبناها ويدافع عنها.
جاء هذا المقال مختصرا وبسيطا قدر الإمكان لإيصال فكرة، ولازال هناك الكثير من المعلومات والأحداث حول الظاهرة التي قلبت العلاقات الإنسانية رأسا على عقب، تحتاج للبحث والتدقيق والتوعية، كما لازال أمامنا الكثير من العمل الجاد لحماية الأسرة والمجتمع.. كل من موقعه.