التقييم التربوي العلاجي و الورشات التكوينية حول اضطراب تشتت الانتباه و فرط الحركة


.

أماريا بغدادلي
ترجمة يوسف العزوزي( بتصرف)

يسهر أخصائي التربية العلاجية على إنجاز التقييم التربوي العلاجي (يسمى كذلك التقييم التشخيص التربوي) لفائدة الأطفال أو الراشدين الحاملين TDAH، على اساس دليل المقابلة المُعَد لهذا الغرض بحضور أحد أولياء الأمر أو كليهما.
و تعتبر هذه المرحلة الأولى من مسار الرعاية المتعلقة بالتربية العلاجية أساسية لمعرفة الطفل و أسرته ،هدفها تحديد الحاجيات و الانتظارات ،من أجل صياغة الكفايات التربوية المرجو إكسابها للطفل أو تعزيزها أو تثبيتها. و يجب اعتماد مبدأ التدرج في أهداف التعلم بدلالة أولويات الأسرة.

الأبعاد الخمسة للتقييم التربوي:

تسمح المقابلة بالأخد بعين الاعتبار للحاجيات التربوية للطفل و أسرته بشكل عام بالاعتماد على الأبعاد الآتية: البعد البيو-طبي، و البعد الاجتماعي و البعدالسيكو عاطفي و البعد المعرفي، و مشروع الحياة.

و تتطلب المقابلة بناء جو من الثقة المؤسسة على التوصيات الآتية :
سرية المقابلة.
جودة الاستقبال، حسن الاستماع، المواقف المشجع، إبداء التعاطف.
أسئلة مفتوحة تسمح للعميل بالتعبير عما يخالجه.
إعادة صياغة الأفكار الواردة.
إمكانية مقابلة العميل بشكل فردي لا سيما بالنسبة للبالغين.
و يستحسن أن تسمح المقابلة بالتعبير، و طرح الأسئلة الداعمة لاتخاد القرارات التي تهم الأهداف التربوية.
و تتكون المقابلة من الأبعاد الآتية:
1البعد البيو-طبي :من أجل تناول الاضطراب الذي الذي يحمله الطفل أو البالغ، و كيفية تطوره إذا كان يعاني من مشاكل صحية أخرى، و بالنسبة لأولياء الأمر يسمح هذا البعد بالتأكد من أنهم فهموا التشخيص الطبي.

2البعد السوسيو-مهني :
من أجل التحدث إلى الطفل عن الأشخاص الذين يعيش معهم، و في أي مستوى يتمدرس و في أية ظروف، و هوايته و محيطه الاجتماعى و الأسري، و انعكاسات TDAH على حياته اليومية. يتيح ذلك جمع المعطيات حول الوضعية الأسرية و المستوى السوسيو مهني و عدد الإخوة و الموارد الاجتماعية( مثال: دعم الشبكة الاجتماعية ،الانعزال، الإحساس بغياب الأمان…..).

3 البعد السيكو-عاطفي:

للحديث إلى الطفل حول حياته مع الاضطراب و تدبير إنفعالاته : الرفض، الغضب، الإنكار، التقبل، بالإضافة إلى استراتيجيات تكيفه. بالنسبة لأولياء الأمر يتعلق هذا البعد بفهم كيف يعيشون اضطراب طفلهم بمعية المحيط الأسرى.

4 البعد المعرفي :
لتحديد ماذا يعرف الطفل عن اضطرابه و كيف يتمثله و يستوعب تطوره،

5مشروع حياة الطفل و أولياء أمره :

من أجل التعرف على انتظاراتهم، و استيعابهم للمنهجية التربوية ؛ما هي آمالهم؟ ما الذي يصبون إلى تطويره في معاشهم اليومي؟ ماهي السلوكات التي يرغبون في تعديلها؟ ما هي الحواجز؟

اختيار الأهداف التربوية :

عند نهاية المقابلة يجب أن نتوفر على المقاربة الأولية لحاجيات الطفل و أسرته و رغباتها و قدراتها، كما يمكن تحديد العوامل المساعدة و العوامل المثبطة المتعلقة بمنهجية التغيير التي ستنخرط فيها التربية العلاجية للعميل.
يسمح هذا التقديم بإعادة صياغة الأهداف التربوية و الرعاية الذاتية من أجل تدبير العيش مع TDAH.
و يمكن الاستئناس باللائحة المقدمة في المقال السابق(حول الأهداف) و آراء العملاء و أولياء أمورهم لتيسير التعبير على اختيار الأهداف التربوية التي تم الاتفاق عليها مع الطفل و أسرته.
و بعد إتمام المقابلة، يجب على الأخصائي تخطيط ورشات تناسب الأهداف التي تم الاتفاق عليها مع الطفل و أسرته و إعداد ملف رقمي يُرسل إلى الطفل (أسرته) يُفَصِّل الأهداف و جدولة الورشات. و يمكن تقاسم هذا الملف مع طبيب الطفل بموافقة أسرته.

منهجية تنظيم الورشات :

تنطلق الورشات مشتركة بين الأطفال و المراهقين و أولياء الأمور. حيث يتم استقبالهم من طرف المهنيين المكلفين بتنشيط الورشات. و بعد تقديم المتدخلين لأنفسهم يقدم الأولياء بالتتابع أبناءهم في حدود 30دقيقة (الاسم الشخصي، السن، المستوى الدراسي، التشخيص، الصعوبات الاساسية،الأخصائي المتابع للحالة). يعبرون عن انتظاراتهم و انتظارات أبنائهم من الورشات. فيحدد المتدخلون بعذ لك أهداف الورشات و قواعدها كالآتي:
احترام تناول الكلمة لكل مشارك، و إبداء اللياقة أثناء التفاعل.
سرية ما يقال داخل المجموعة.
تجنب الأحاديث الجانبية، و تأجيلها لفترة الاستراحة.
تصريح المنشطين بأهمية حرصهم على تدبير الوقت و احترام القواعد أعلاه.
احترام التوقيت.

تكوين المجموعات:

تكوين مجموعتين؛ تهم الأولى الأطفال و الثانية الأولياء موزعين على فضائين مختلفين.

تخضع الأنشطة الموجهة للأطفال و المراهقين للتكييف حسب السن و الحاجيات،و يتم إدراج فترات استراحة تخصص للعب الاجتماعي أو لحديث حر أو للشاي حسب القدرات الانتباهية. إذ يمكن برمجة استراحة بعد كل نشاط. بالنسبة للمراهقين يجب إبداء قدر أكبر من الصرامة مع الحفاظ على الطابع الإمتاعي للورشة.

بالنسبة لمجموعة الأولياء تشمل الحصص جانبا نظريا و أدوات تطبيقية (لعب الأدوار…) مع تذكير المنشطين للمستفيدين بقواعد التواصل الجيد و توجيه النقاش نحو مضمون البرنامج و الحاجيات. و تكفى استراحة واحدة في الورشة.
في الاخير يمكن تخصيص حوالي ربع ساعة لتجميع الأطفال و الأولياء و المتدخلين لتبادل المعطيات حول الورشتين و المعارف المكتسبة ،و التمارين التي سيتم إنجازها بالمنزل