علم الصيدلة و العلاج المعرفي السلوكي ؛اضطرابات المزاج و الشخصية الحدية2/2
شارل بول
ترجمة : يوسف العزوزي (بتصرف)
@اضطرابات المزاج:
تمت دراسة نجاعة العلاج المعرفي السلوكي TCC في معالجة الاكتئاب غير ثنائي القطب و غير العصبي ذي الشدة الخفيفة و المتوسطة أو العميقة المُتناوَل غالبا في العيادات الخارجية. كما شكلت TCC موضوع عدة دراسات تبحث في الوقاية من الانتكاسة و النكوص في حالات الاكتئاب المتكرر و اضطراب ثنائي القطب.
1 معالجة النوبات الاكتئابية الرئيسية ذات الشدة الخفيفة و المتوسطة.
نجاعة العلاج الأحادي:
شكلت نجاعة العلاج المعرفي السلوكي على المدى القصير للاكتئاب غير ثنائي القطب، غير العصبي المتناول في العيادات الخارجية موضوع عدة دراسات. كما توجد دراسات أخرى تهم نجاعة العلاج الدوائي (antidépresseurs tricyclique, IMAO, SSRI. Et autres) في معالجة الاكتئاب على المدى القصير.
قارن تحليلان تلويان* méta-analyses نجاعة TCC و العلاج الدوائي في المعالجة القصيرة المدى للاكتئاب ذات الشدة الخفيفة و المتوسطة، شملت الأولى 28 دراسة و أنجزها Gloaguen et al تخص المرضى بالاكتئاب ذي شدة متوسطة أو خفيفة يُعالَج معظمهم في العيادات الخارجية.
و أظهرت النتائج تفوق العلاج المعرفي السلوكي TCC بالمقارنة مع علاج المضادات الاكتئابية الدوائية.
كما أشارت دراسة أخرى أنجزها De Rubeis et al إلى عدم وجود فرق في النجاعة بين TCC و المضادات الاكتئابية بعد معالجة (16اسبوع)لمرضى بالاكتئاب متوسط أو عميق.
نجاعة المعالجات التوليفية:
حسب مجلة Holon et al فإن المعالجات التوليفية ليست أكثر نجاعة من العلاجات الأحادية للاكتئاب الخفيفة و العميقة، لكن مفعول العلاج بالدواء اسرع من العلاج المعرفي السلوكي، بالإضافة إلى ذلك قد يكون العلاج التوليفي أكثر نجاعة من العلاج الأحادي في الأشكال الأكثر خطورة للاكتئاب. (plus sévère).
كما نشر Thase et al تحليلا تَلَويا يهم 6 دراسات ل 595 مريضا بالاكتئاب غير ثنائي القطب و غير العصابي على امتداد 16 أسبوع من العلاج التوليفي و العلاج الأحادي بالنسبة للاضطرابات الخفيفة. لكن أفضلية العلاج التوليفي ظهرت في الاضطرابات العميقة.
خلاصة :
بالنسبة للاكتئاب غير ثنائي القطب و غير العُصابي فإن العلاج المعرفي السلوكي و العلاج الدوائي ناجعان في المعالجة.
و لا يوجد أي دليل إمبريقي يبين أفضلية العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج الدوائي بخصوص الاكتئاب الخفيف أو المتوسط.
لا يوجد أي دليل أمبريقي على أفضلية العلاج التوليفي أو العلاج الأحادي.
يقوم اختيار العلاج على تفضيل و تحفيز المريض و الأعراض الجانبية و التكلفة و توفر أخصائي العلاج المعرفي السلوكي و تقبل المريض لمتابعة العلاج النفسي.
2 الوقاية من الانتكاسة و النكوص:
تحليل تلوي*.. Une méta-analyse.
أشار التحليل التلوي الذي قام به Gloaguen et al إلى الأعمال المنجزة بين 1981_1992 حول الوقاية من الانتكاسات و النكوص باعتماد العلاج المعرفي السلوكي أو\و المضادات الاكتئابية من خلال اربع دراسات من أصل ثمانية، فكان العلاج المعرفي السلوكي أثر نجاعة من المضادات الاكتئابية فيما يخص الوقاية من الانتكاسة و النكوص، و في الباقي لم يسجل اي فرق بين TCC و المضادات الاكتئابية.
خلاصة :
العلاج المعرفي السلوكي و العلاج بالأدوية (antidépresseurs) ناجعان لتجنب الانتكاسة و النكوص الاكتئابي غير ثنائي القطب و غير العصابي.
و تؤكد نتائج عدة دراسات حديثة على تفضيل استعمال العلاج التوليفي لتجنب الانتكاسة و النكوص الاكتئابي.
يجب أن يقوم اختيار المعالجة على اعتبار خطورة الاكتئاب و تكرار نوباته و سوابقه و تفضيل و تحفيز المريض و الأعراض الجانبية و التكلفة و توفر أخصائي العلاج المعرفي النفسي.
3 استقرار اضطراب ثنائي القطب :
يشكل العلاج الدوائي القاعدة الأساسية و الضرورية لمعالجة الاضطرابات ثنائية القطب في مرحلة الاستقرار أو الذروة.
و قد طور عدة باحثين في السنوات الأخيرة برامج للعلاج المعرفي السلوكي لتحسين تطور حالة المريض، و تجب الانتكاسات، و يتم اقتراح هذه البرامج كمعالجة مساعدة من خلال ضبط المزاج Thymoregulateur
برامج التربية-النفسية في العلاج المعرفي السلوكي :
تشكل برامج العلاج المعرفي السلوكي لمرضى ثنائي القطب قبل أي شيء معالجة تربوية-نفسية تقترح تقديم معلومات و مساعدة و دعم للمريض و أسرته ، و تساهم في إذكاء الوعي لذيهم بالاضطراب و إزالة الوصمة المتعلقة به.
و تتوخى هذه البرامج الوقاية من الانتكاسة و النكوص و تقليص النوبات الاكتئابية و الهوسية أو المختلطة، و تجنب الانزلاق للفعل الانتحاري. و تستهدف أيضا تحسين العلاقات البين-شخصية و الاجتماعية بين النوبات و تعلم مواجهة الأعراض المتبقية.. و تحسين جودة حياة المريض.
كما تهدف هذه البرامج إلى تشجيع الالتزام بالعلاج و تجنب المخدرات و التعرف على أعراض الانتكاسة أو النكوص و تدبير التوتر و التعرف على الذات و التعرف على الاضطراب ثنائي القطب.
دور التربية-النفسية في تجنب الانتكاسات:
اهتمت دراسة Perry et al بتقييم نجاعة برنامج التربية-النفسية لفائذة مرضى اضطراب ثنائي القطب، و يتجلى هذا البرنامج في تعليم المريض تحديد أعراض الانتكاسة أو النكوص من أجل الالتماس السريع للمساعدة لذى الجهة المعنية بذلك.
شملت الدراسة 69 حالة سبق أن تعرضت للانتكاسة في 12شهر المنصرم، و امتد تدخل التربية-النفسية من 7 إلى 12 حصة من طرف أخصائي نفسي بمعية مهنيي العناية الاعتيادية في مصلحة الطبية النفسي.
و أفرزت النتائج أفضلية المجموعة التي تلقت خدمات التربية-النفسية من خلال انخفاظ ملموس لانتكاسات الهلوسة على امتداد 18 شهرا.
و قد تأخر تعرض أفراد المجموعة الذي استفادوا من التربية-النفسية للانتكاسة 65 أسبوع، فيما تعرض أفراد المجموعة التي لم تستفيد من التربية-النفسية إلى انتكاسة بعد 17 اسبوع فقط. أي أن برنامج التربية-النفسية أجل الانتكاسة في هذه التجربة 48اسبوع.
خلاصة :
العلاج الدوائي (ANTIDÉPRESSEURS, NEUROLEPTIQUE, STABILISATEUR DE L’HUMEUR.) هو العلاج الأساسي لاضطراب ثنائي القطب.
توجد بعض الدلائل لفائدة العلاج المعرفي السلوكي للوقاية من الانتكاسات و النكوص.
@اضطرابات الشخصية:
قامت دراسة ل Svaberg et al لمقارنة فعالية العلاج النفسي الدينامي و العلاج المعرفي السلوكي فيما يتعلق باضطرابات الشخصية كما تم تحديدها في DSM4. و خلصت الدراسة إلى نتائج إيجابية على مستوى بعض الأعراض المميزة لهذه الاضطرابات بالنسبة للعلاجين.
في الواقع لا توجد دراسات حول فعالية TCCفي اضطرابات الشخصية و لا حول فعالية العلاج الدوائي، الاستثناء الوحيد هو الذي يخص الشخصية الحدية التي أجريت لفائذتها بعض الدراسات حول TCC و بعض الأدوية.
الشخصية الحدية Borderline :
نشرت مجلة Paris أبحاثا تهم الشخصية الحدية حملت نتائج أربع دراسات حول نجاعة DBT العلاج السلوكي الجدلي. و حسب هذه الدراسة فإن العلاج السلوكي الجدلي ناجع في معالجة بعض أعراض اضطراب الشخصية الحدية كإيذاء النفس automutilation.
أما فيما يتعلق بالعلاج الدوائي فقد نقلت مجلة Paris نتائج دراستين باستعمال le valporate و دراستين باستعمال fluoxetine و دراسة باستعمال fluvoxamine.
و حسب نتائج هذه الدراسات فإن العلاج الدوائي ناجع لمعالجة بعض أعراض الشخصية الحدية لا سيما؛ العنف، الغضب،الاندفاع، بالمقابل توصلت الدراسة إلى أن lithium كان غير ناجع.
خلاصة :
العلاج الجدلي السلوكي ناجع بالنسبة لبعض أعراض الشخصية الحدية، كما أن عدة أدوية ناجعة بالنسبة لبعض أعراض هذا الاضطراب.
يقوم اختيار العلاج على عدة اعتبارات كتوفر المعالج النفسي و تفضيل و تحفيز المريض و الأعراض الجانبية و التكلفة.
التحليل التلوي:طريقة إحصائية تجمع بين نتائج دراسات متعددة حول سؤال بحثي.