
العلوم العصبية المعرفية في القسم المدرسي 5 :
Les neurosciences cognitives dans la classe.
Préface :d Olivier houdé:
P:146-147-148
المستوى السوسي اقتصادي ونمو دماغ المتعلم و كفاياته النفس-اجتماعية
ترجمة: يوسف العزوزي.
بما أن الكفايات النفس-اجتماعية تحتل دورا مهما في النجاح الدراسي و تَفتُّح الفرد في المدرسة و العمل و المجتمع، فعلى الفاعلين التربويين اكتساب المعارف الضرورية لتنميةالكفايات النفس اجتماعية ، و حول أثر السياق الاجتماعي على التعلمات و فهم انعكاسات المحيط السوسي اقتصادي على نمو الدماغ و التعلمات.
أثر المستوى السوسيو- اقتصادي على الدماغ و التعلمات.:
يؤثر السياق السوسيو- اقتصادي الذي يكبر فيه الطفل على نضج دماغه. فمنذ الشهور الأولى بعد الولادة يختلف منحى النضج العصبي للتلاميذ الذين يعيشون في المجالات الاجتماعية الهشة عن أولئك الذي يعيشون في محيط سوسيو اقتصادي جيد. لأن أطفال المناطق الهشاشة هم أكثر عرضة للمشقة و التوتر.
و تختلف الفوارق في منحنيات النضج العصبي باختلاف الأوساط و المستويات السوسيو اقتصادية و تسبب فوارقا في النمو اللغوي و الوظائف التنفيذية و ذاكرة العمل و الكبح ، ما ينعكس سلبا على النجاح الدراسي.
و منه يجب على المدارس و الأساتذة أن يكسبوا رهان إيجاد بيداغوجيات مكيفة لهؤلاء التلاميذ لتعويض أثر هشاشة المحيط السوسيو اقتصادي.
السياق الاجتماعي و التعلمات:
يكتسي التعلم في المدرسة و خارجها طابعا اجتماعيا بامتياز، لأن نقل المعارف يتم عبر التفاعل بالوصاية ( حسب الوضعية،تلميذ/ أستاذ).
و يمكن للتعلم بالقَرين أن يشكل دعامة لاكتساب المعارف و فهمها لتجاوز انعكاسات هشاشة محيط التلاميذ السوسيو اقتصادي، لأن تلميذين يخطئان بطريقتي مختلفتين في نفس الوضعية يمكنهم مواجهة آرائهم و الاهتداء إلى الجواب الصحيح.
فالسياق الاجتماعي (حضور الأقران، التعاون، المنافسة، التحفيز، التعزيز..) يؤثر بشكل عام على سلوك الأطفال. فعلى سبيل المثال يتفاقم ركوب موج المخاطر بوجود الأقران خارج المؤسسة التعليمية . لكن السياق الاجتماعي يمكن أيضا أن يساعد المراهقين على تعديل سلوكهم في وضعيات أخرى كالمدرسة مثالا، لأن القدرة على ضبط انفعالات للمراهقين تكبر في السياق الذي يتم تقييمهم فيه بالمقارنة مع أقرانهم ( التعزيز التفاضلي).
المدرسة و تنمية الكفايات النفس-اجتماعية:
تستوجب حياتنا في المجتمع تطوير عدد من الكفايات التي تسمح لنا بتكييف سلوكنا بدلالة الوسط الاجتماعي الذي نترعرع فيه من الطفولة مرورا بالمراهقة. حيث تبرز لذى الرضع ابتداءا من الشهر التاسع تفضيلات اتجاه الأشخاص الذي يُظهرون سلوكات اجتماعية كالتعاون من أجل مساعدة الآخر في حل مشكل، مقابل الأشخاص الذين يظهرون عدم التعاون.
و من الكفايات الاجتماعية التي يجب أن ننميها، هي قدرتنا على معرفة الحالات الذهنية للآخرين ، و نتفهم إمكانية اختلافها مع حالاتنا الذهنية (Théorie de l esprit) ، لأنها كفاية مهمة من أجل تحقيق التكيف الاجتماعي، فهي تسمح لنا بتفهم وجهة نظر الآخر و فهم أهدافه و احترامها و التسامح معها.
و تنمو هذه الكفاية منذ الطفولة إلى المراهقة على الرغم ميل الأشخاص في كل الأعمار تلقائيا إلى تبني وجهات نظر متمركزة حول الذات و مقاومة لهذا المجهود المعرفي الهام(تقبل الحالة الذهنية للآخر).
في هذا السياق يكتسي الانفتاح الشخصي للتلميذ على الكفايات النفس-اجتماعية وقدرته على التحكم في نفسه أهمية كبيرة. و قد تم قياس هذه الكفاية كلاسيكيا أثناء مهمة توضع قبل إنجازها أمام الطفل حلوى شهية (تجربة واتر ميشيل 1960)و يُطلب منه أن يختار بين أكلها مباشرة أو يقاوم لَذَّتها ليحصل على حلوتين من نفس النوع في زمن لاحق(بعد إنجاز المهمة مثلا) .
و يمكن لهذه الكفاية أن تتطور مع مر السنين و تشكل مدخلا للنجاح الدراسي و المهني. و تعتبر المدرسة فضاءا لتنمية مثل هذه الكفايات النفس-اجتماعية.