يوسف العزوزي :  رئيس جمعية دعم التربية الدامجة و إعلام الحياة بتازة. /مُدرب للأسر و المهنيين (شهادة الجامعة الدولية بالرباط) 

تستوجب مستجدات التربية الدامجة الدخول في علاقة دينامية مع الأستاذة و المربين و أولياء أمور التلاميذ و تصميم جسر تواصل بين الفاعل التربوي التعليمي و العلوم العصبية و مختلف المستجدات العلمية ذات الصلة.، مع النأي بالنفس عن محاولة إثبات علمية هذا المنهج أو ذاك لأن هذا الدور من اختصاص هيئات علمية متخصصة، فالأهم هو استثمار الفهم العلمي و الاكتشافات الحديثة في تطوير المنتوج البيداغوجي و تكييفه مع خصوصيات المتعلمين و البحث في ملاءمة وضعيات التعلم.
أنا لست متخصصا في العلوم العصبية  و لكنني أستاذ مهتم  بأهمية قاعة الموارد للتأهيل و الدعم ،  و لتسسل مهمة تنسيق العلاقة بين ما يتعلق بمهنة البيداغوجي التربوي (أستاذ التعلمات الأساس) و مهنة الطبيب و الأخصائيين و الأخصائيين النفسيين على اختلاف ابعادهم العلمية، و في هذا السياق تبرز الحاجة إلى مواكبة آخر الأبحاث و العلوم ذات الصلة (العلوم المعرفية، علم الاجتماع التربوي ،علم النفس ، العلوم العصبية، علم النفس العصبي، علم النفس السلوكي ، تحليل السلوك التطبيقي علم النفس الايجابي…..)

من هو مقوم النطق و ما هو تكوينه؟

 

مقوم النطق خبير في الجهاز الصوتي يتدخل في مجالات متعددة، بتعدد وظائف عضلات اللسان و الفم و الشفتين و الفك و البلعم و الصوت و الكلام. و يتدخل مقوم النطق كذلك في المنطق الرياضي,  ويخضع مقومو النطق لأخلاقيات المهنة، و قد يشتغلون في إطار التوجيه الطبي.

يدرس مقوم النطق ثلاثة سنوات بالمغرب في معاهد عليا متخصصة ، و خمس سنوات بفرنسا بكلية الصيدلة يحصل على إثرها على شهادة الكفاءة في تقويم النطق.
و يفترض أن يواكب مقوم النطق بعد حصوله على الشهادة المستجدات على امتداد ممارسته الميدانية، و تكوينا إضافيا لإغنائها.

كيف يشتغل مقوم المطق:
تشترط ممارسة مقوم النطق  وصفة توجيهية طبية على شكل أهداف، و يجري مقوم النطق تقرير أولي bilan initial يتكون من السوابق المرضية و اختبارات خاصة مراعيا توجيهات الأسرة. و يتم تأويل التقرير على ضوء المعارف العلمية للمهني مع الأخد بعين الاعتبار البعد الاجتماعي و السيكولوجي و الاقتصادي و الثقافي الذي يمكن أن يؤثر على نمو الطفل.
و بناءا على النتائج المحققة يضع مقوم النطق برنامجا تأهيليا للصعوبات، في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أهمية التعاون بين المهنيين و الأسرة بشكل يساعد على تنزيل التوجيهات من خلال المساعدة الأبوية guidance parental, و إرساء تواصل بشكل ييسر تعميم تعلمات التأهيل، و في مجال التربية الدامجة ، يجب أن يكون العمل بقاعة الموارد على  علاقة مع التعلمات الأساس التي يتم تقديمها بالقسم الدامج مع الإشارة إلى أهمية مواكبة التقويم للوقوف على التقدم الذي يتم إحرازه و الكشف عن العقبات.
تستغرق حصة التأهيل في تقويم النطق 30دقيقة ( باستثناء عسر النطق و الصمم و الاضطرابات العصبية فتصل الحصة إلي 45دقيقة) و يقترح مقوم النطق من خلالها أنشطة ترفيهية. activités ludiques ذات علاقة بالأهداف الاستشفائية.

مجالات تخصص مقوم النطق:

 في لُب الأداء اللغوي في علاقته بباقي الوظائف، تتموقع الوظائف اللغوية في صلب مجال خبرة مقوم النطق، و قد يبدأ تقييم بعض مظاهرها أثناء التقرير النوروسيكولوجي و ينسجم تأهيلها مع مجال تدخل مقوم النطق.

وعلاقة بالمجال اللغوي يتم تكوين مختصين للتكفل بالاضطرابات المنطقية الرياضية، لتصبح مووضعا لمتابعة الطفل، لأن الدراسات اللغوية (النفسية) وضعت موقع ملتقى الطرق و التفاعلات المتعلقة بالوظائف المعرفية المختلفة.
و يهدف تقرير الكفايات اللغوية المنجز من طرف مقوم النطق إلى تحديد و تكميم طبيعة و شدة الصعوبة، و كذا اختيار الوظائف المعرفية المستعرضة كالانتباه و ذاكرة العمل.

إذن على مقوم النطق أن يحدد أي هشاشة في المكتسبات ذات العلاقة بالكفايات الشفوية، او المكتوبة. و تبقى اللغة أساس القاعدة التي تشتغل حولها باقي الوظائف و تربط عمل مقوم النطق بالأخصائي النوروسيكولوجي.

التكفل بالوظائف المعرفية لذى مقوم النطق:

إذا كان التكفل بالوظائف المعرفية يرتبط بوظيفة التقرير الأولي bilan initial فإن المقاربة باللعب تصبح أساسية لتحفيز الطفل من أجل تَيسير  انخراطه في مواكبة تأهيل قد يمتد لأشهر أو لسنوات، و يمكن توظيف الوسائل الموجهة لمقومي النطق، و أخصائيي التأهيل من أجل المساعدة على تحقيق أهداف التكفل بشكل تصاعدي و مُحفز.

و يمكننا الاشتغال في هذا السياق من خلال نوع الصعوبات و خصوصية الطفل في المجالات التالية :

1على مستوى اللغة الشفوية.
2الانتباه البصري الانتقائي.
3الانتباه السمعي.
4الوظافة التنفيذية(استراتيجية حل المشكلات).
5الوظائف التنفيذية.
6الكبح.
7ذاكرة العمل.
8وظائف الذاكرة.
9المهارات الاجتماعية.

تقاطعات العمل بين عمل النوروسيكولوجي الأورطوفون.:

بما أن الكفايات اللغوية تمثل محور ممارسة تقويم النطق فإن ذلك يدفع للانتباه إلى أهمية ملازمة الوظائف العرضية في أي تدخل و تقاطعات ممارسة مقوم النطق و النوروسيكولوجي. و يمكن تمييز اختصاصاتهما من خلال توضيح مختلف الوظائف المعرفية المتعلقة بالأخصائي النفسي العصبي ، و يحتفظ مقوم النطق بالهدف ذي العلاقة بالجانب اللغوي الذي يعتريه العجز وظيفته.
و قد يُعزى تقديم مقوم النطق لخدمات غير لغوية إلى غياب الأخصائي النفسي العصبي أو عدم قدرة الآباء على آداء تكاليف النوروسيكولوجي.