يوسف العزوزي*
تعريف الانتباه:
الاتتباه حسب علم النفس المعرفي هو أول عملية معرفية نمارسها عند التعامل مع مثيرات البيئة الحسية قبل الإدراك، يتم من خلاله انتقاء المثيرات التي نريد معالجتها في عملية الإدراك، و عزل المثيرات الأخرى و كأنها غير موجودة، و تعتبر وظيفة الانتباه أساسية في عمليات التعلم و زيادة فعاليته وينقسم إلى ثلاثة أنواع:
1الانتباه الإرادي الانتقائي :
يدفع الفرد إلى تركيز انتباهه على مثير واحد بين عدة مثيرات بسبب محدودية الطاقة العقلية للفرد و سعة التخزين و سرعة المعالجة.. (مثلا:حفظ قصيدة شعرية أو إنجاز عملية رياضية أو فهم نص مكتوب…)
2الانتباه الإرادي القسري :
عندما يسلط الفرد انتباهه علي مثير يفرض نفسه بطريقة قسرية و دون بدل جهد طاقي، مثال :الانتباه إلى صوت قوي أو ضجيج مزعج مفاجئ..
3الانتباه الانتقائي التلقائي :
وهو الانتباه إلى مثير يشبع حاجات الفرد و دوافعه الذاتية حيث يركز على مثير واحد من بين عدة مثيرات بيسر و سهولة.
مثال : عندما ينتبه الطفل إلي لعبة إلكترونية في هاتف محمول أو شاشة تلفاز و يركز انتباهه عليها بشكل يصعب تشتيته حتى لو حاولنا ذلك.
و يمكننا اعتبار المثيرات التي تحصل على الانتباه الانتقائي التلقائي معززات يمكن استعمالها كمحفزات من خلال نقل قوتها التعزيزية إلى المثيرات التي تستوجب انتباها إراديا انتقائيا من خلال تقنية الاقتران المعروفة في برنامج تحليل السلوك التطبيقيABA…وهكدا نكون قد زاوجنا بين مفاهيم علم النفس المعرفي و مفاهيم علم النفس السلوكي.
*محددات الانتباه:
المحددات الحسية العصبية:
حيث أن أي خلل يصيب الحواس الخمسة أو الجهاز العصبي بشكل عام والدماغ يؤثر على قدرة الفرد على التركيز على المثير و تعتبر الإصابة بالتوحد نموذجا على صعوبة الانتباه لهذه الفئة من الأطفال و لهذا نلجأ إلى تقنية الاقتران مثلا لتعويض هذا الخلل.
المحددات المعرفية :
تؤثر العوامل المعرفية على الانتباه حيث تزداد قدرته بزيادة ذكاء الفرد أو خبرته السابقة في موضوع المثير و يمكن للخبرة (التكرار مثلا) أن تدعم نقص الذكاء الناتج عن الخلل الوظيفي العصبي.
المحددات المرتبطة بالدافعية :
تشير الدراسات النفسية أنه كلما ازدادت دافعية الأفراد لنوع معين من المثيرات كلما سهلت عملية الانتباه لهذه المثيرات و كلما أصبح الانتباه أقرب إلى الانتباه التلقائي الانتقائي أصبح المثير معززا.
محددات الانفعالية الشخصية:
يواجه الأطفال الذين يعانون من إفراط الحساسية للنقد و الانطواء و القلق الزائد صعوبات أكثر في تركيز الانتباه بسبب انشغالهم الانفعالي وتشتت طاقتهم العقلية نتيجة هذا الاضطراب، في هذا السياق تبرز الحاجة إلى استلهام روح برنامج “صون رايز لاستدراج أطفال التوحد من خلال مشاركتهم حالاتهم و تقليدهم لكسب ثقتهم.
أمثلة للأنشطة المقترحة:
1نشاط بالقسم الدامج:
حصة التعبير :
الوسيلة: صورة توضيحية:
باستعمال “المعزز ” يطلب الأستاذ من التلميذ التعرف علي عناصر الصورة من خلال الاجابة علي أسئلة موجهة..
مثلا : من هذا؟.. ( هذا تلميذ.)
مذا يحمل على ظهره؟ (.. محفظة.)
ملحوظة: على الأستاذ اكتشاف المعزز المناسب أو الاهتداء إليه بمساعدة الأسرة.
2 نشاط بالمنزل.
الوسيلة : مرافق المنزال
باستعمال المعزز تطلب الأم من ابنها أن يقودها إلى المرحاض ثم تعود إلى نقطة الانطلاق و تطلب منه أن يقودها إلى المطبخ ثم إلى الثلاجة داخل المطبخ ثم إلى الجبنة داخل الثلاجة….
إن التعرف علي المرحاض من بين مرافق المنزل انتباه.. و التعرف على الثلاجة من بين أثاث الالمطبخ انتباه، كما ان التعرف على قطعة الجبن في الثلاجة انتباه.
نشاط بقاعة الموارد للتأهيل و الدعم.
الوسيلة :بوزل Puzzle
إعادة قطعة “البوزل” إلى مكانها الطبيعي إذ يطلب في مرحلة أولى من التلميذ إعادة قطعة واحدة إليه ثم قطعتين ثم ثلاثة قطع… مع التراجع المتدرج عن تقديم المساعدة و استعمال المعزز.
*أستاذ مشرف على قاعة الموارد للتأهيل و الدعم تازة.
*رئيس جمعية دعم التربية الدامجة و إعلام الحياة المدرسية بتازة