تمتد جبال الريف على شكل قوس من أقصى شمال غرب البلاد (مضيق جبل طارق، طنجة) إلى أقصى شمال شرق المغرب عند السعيدية و ينتهي جنوبا عند مضيق تازة.
هذا المجال الجغرافي اصطلح على تسميته بالريف و هي كلمة عربية تعني في معجم اللغة العربية البادية و تطلق هده الكلمة على البادية في مصر و العراق و السودان…. و نقول الريف المصري مثلا …
و الريف المحدد هنا هو ليس نقطة بعينها و إنما يشمل هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل كثيرة و متعددة اللغات و اللهجات كما هو متعدد التقاليد و العادات …بني يزناسن في أقصى الشمال الشرقي مرورا ببني بويحيي و تمسمان و بني ورياغل و بني بوفراح و بني زروال و صنهاجة و أوربة و الهبط وصولا إلى بلاد الفحص …. هذا هو الريف المغربي لغة عربية و أخرى أمازيغية ، لهجة دركونية و أخرى من الأربعاء الغربية أو من لنجرة … هذا الغنى المغربي موجود في الريف كما هو موجود في غيره من جهات المملكة.
يأتي شخص ليوهم بعض الناس على أن هذا الإقليم له خصوصية معينة يجب أن يكون له “كيان ” خاص به سماه “جمهورية الريف” و حتى لو فرضنا جدلا أن هذا الشخص يريد أن يحيلنا على أدبيات الزعيم الكبير عبد الكريم الخطابي فهذا لا يستقيم ، لأن عبد الكريم أسس إطار للتفاوض مع الاستعمار و ليس للانفصال كما فهم، و لا أدل على ذلك من أن الأحداث التاريخية لمرحلة قريبة منا ، يمكنه الرجوع للمؤرخين جرمان عياش و عبد الله العروي، كما كان عليه أن يستشير سكان الريف بكل أطيافه و يوضح لهم أسس و أركان و أوهام أهدافه و أن يحدد لهم المجال الجغرافي لهذا “الكيان” و سيرى كيف سيكون الرد….
ألا تعرف أن هذه الأرض هي ملك لأصحابها ، ملك لجميع المغاربة.
ألا تعرف أن الأرض عند المغاربة أينما كانت شمالا و جنوبا شرقا وسطا أو غربا هي بلادهم ، هي الهواء الذي يتنفسونه بل هي جوهر و روح وجودهم .
قلت ربما تكون ضالا أو معتوها أو أصابك الهذيان في طريقك إلى الجنون ، فعدلت على الرد عليك، لكنك تجاوزت الحدود و أصبح من اللازم أن أقول لك : إن من ينفخ فيك كمن ينفخ في الرماد أو كالنفخ في كرة لعب العيال و أصبحت ترى نفسك (مناضلا) مزهوا بلباسك المزين بنياشين ورقية .
إن الذي كدب عليك و سحرك جعلك تعيش في وهم لحظة أو لحظات ذاهبة اإلى زوال … إنهم يدفعونك و يدعمونك ، إنهم هنا في داخل الوطن كما أنهم هناك في الخارج، نصبوك قائدا و بطلا و زعيما من أجل أن تبتز وطنك بأفعال خسيسة إنهم يضحكون عليك لتعيش في وهم لحظات زائفة، أما هم فلى يقدرون على الظهور أمام شعب لن يرضى عن مقدساته بديلا.
إن ما يخاله أسيادك من أحلام و أوهام واهية .. هراء لا ينتهي لأنه لعب أطفال .. و مادام أنك تمثلهم فأنصحك أن تحصل على ضمانات حتى لا يضيع منك كل شيء و حتى لا يلفظك وطنك و تكون من بين ركام في مزبلة التاريخ . فكر.. فالوطن كما عرفناه جميعا لا بديل عنه .
بالأمس القريب قال أحد الرفاق الأحرار : الريف هامة هذا الوطن و المغرب وطن لكل أريافه.
الشريف التازي
18 يناير 2017