
ياسين بلقاسم
لم تستطع الأمطار أن تحول دون مشاركة مكثفة، خاصة وأن خبر الإعلان عنها كان في ظرف وجيز. هكذا إذن عرفت مظاهرة “ليس بإسمي” بروما المنددة بهجمات الإرهاب والتضامن مع الفرنسيين والأجانب ضحايا الإرهاب الغاشم يوم 13 نوفبر الماضي و كذا جميع ضحايا الإرهاب عبر العالم، في مسيرة عرفت مشاركة المسلمين والمسيحيين واليهود، وعرفت أيضا مشاركة مختلف الجاليات المسلمة بإيطاليا وفي مقدمتها الجالية المغربية، كما عرفت حضور مكثف لقيادات الأحزاب الإيطالية بيمينها ويسارها بإستثناء عصبة الشمال التي قدمت الدعوة لزعيمها لكنه رفض المشاركة في مظاهرة تدين الإرهاب والإرهابيين. مشاركة لافتة أيضا للمركزيات النقابية الإيطالية.
يلاحظ أن الفعاليات والإتحادات الإسلامية بإيطاليا كانت موحدة ومتجانسة، وإلى جانب الكونفدرالية الإسلامية الإيطالية التي يترأسها المغربي “مصطفى حجراوي” فقد شارك بكثافة أيضا إتحاد المراكز الثقافية الإسلامية برآسة “عزالدين زير” وإتحاد “الكورييص بزعامة الإمام “بلافيشيني” والعديد من رؤساء الجمعيات المغربية. وتعتبر هذه الوحدة سابقة من نوعها في مسار العمل الجمعوي الإسلامي في إيطاليا. وقد علق أحد المشاركين عن هذه الوحدة “بأن محاربة الإرهاب وحدت مسلمي إيطاليا”.
وجدير بالذكر إنه في العديد من مساجد إيطاليا تم التطرق في خطبة الجمعة إلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يرفض العنف والإرهاب. وقد نشر مسجد روما الخطبة باللغة الإيطالية.كما وقف المشاركون الذين احتشدوا في وسط العاصمة الايطالية دقيقة صمت حدادا ينعون فيها ضحايا العنف والإرهاب تحت شعار “ليس باسمي”.
نجاح وحدة المسلمين بإيطاليا في هذه المظاهرة زكته رسائل تاريخية هامة من طرف رئاسة الجمهورية الإيطالية، ورئيس مجلس الشيوخ، ورئيس مجلس النواب، والإتحاد الأوروبي، والمركزيات النقابية.
وفي رسالة له موجهة إلى المتظاهرين أعرب رئيس الجمهورية الإيطالية، صيرجيو ماطاريلا “أن القتلة يريدوننا أن نركع للتخلي عن قيمنا التضامنية وإنسانيتنا. نحن لن نركع”.
منظمي المظاهرة بزعامة السيد” عبدالله رضوان “مدير مسجد روما الكبير تم استقبالهم من طرف السيدة “لورا بولدريني” رئيسة مجلس النواب التي صرحت في ذات السياق أنه “لا يمكن للإرهاب أن يكون له دين”، وأضافت قائلة ” أنها مع جميع المشاركين لأنني أعتبر المظاهرة مساهمة هامة في التعايش الحضاري الذي يدحض من ينشر صدام الحضارات”.
أما وزير الخارجية السيد “باولو جنتيلوني” فقد شكر المتظاهرين في رسالة شكر وجهها الى المتظاهرين ، مشددا أن “إرهابيي داعش لا يمثلون الإسلام وأن أكثر من 90 في المائة من ضحايا أفعالهم الإرهابية هم مسلمون”.
ومن جهته، قال رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي “بييطرو كراصو”في رسالة بعث بها الى المشاركين عقب خبر تنظيم المسيرة فقد قال “سينزل مسلمو إيطاليا إلى الساحة في روما اليوم تعبيرا للتضامن مع ضحايا فاجعة باريس وعائلتهم، وللتنديد بجميع أشكال العنف المرتكبة بإسم الرب والدين. أنا فكريا معهم”.
شارك وتضامن وانخرط في مظاهرة مسلمي إيطاليا العديد من البرلمانيين والمثقفين بإستثناء زعيم ل”ليغا نورد” الذي ضيع فرصة التقاطع في مناسبة نبيلة كهاته.
في حين تناولت جميع وسائل الاعلام الايطالية بمختلف اشكالها خبر مسيرة روما ،الى جانب القنوات التلفزية العالمية