قرن على توقيع إتفاقية الحماية وسؤال الهوية والذاكرة


جــــــــلال المـغربـي

عيد الإستقلال نرفع فيه العلم الوطني فوق كل المؤسسات العمومية وفوق شرفات البيوت المطلة على الشارع ورايات صغيرة ترفرف في واجهة الحافلات ..إنه يوم أخذ المغرب إستقلاله هذا مادرسناه منذ الصغر في أقسام التاريخ..لكن هل المغرب مستقل فعلا أم مجرد كلام للتاريخ ؟؟؟

ففي الندوة التي تم تنظينها بالرباط زوال يوم السبت 31 مارس 2012 والتي نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تحت شعار (قرن على توقيع إتفاقية الحماية وسؤال الهوية والذاكرة) ،في تلك الندوة كان المهندس (جواد ) والذي تم إنهاء مستقبله من شركة المجمع الشريف للفوسفاط حيث تم طرده ،إعتبر أن مشروع القطار الفائق السرعة هو إمتداد للهيمنة الإستعمارية الفرنسية بحيث لم يناقشه نوام (نواب) الأمة إلا بشكل محتشم ولم يخرج كمشروع عن أي مؤسسة منتخبة…وفي سرعة أكبر من سرعة القطار السريع (هو لي بقا خاصنا) زاد المهندس المطرود توضيحا معتبرا أن كل المراحل المشروع فرضت من طرف فرنسا منذ أن تم التفكير في المشروع سنة 2003…كما أكال وابلا من الإنتقادات للـوزير الداودي وزير التعليم العالي في حكومة بنكيران بحيث في الوقت الذي كان يأخذ على عهده توقيف المشروع لكون المغرب له أولويات تسبق القطار إلا أن الوزير بعد أن صار وزيرا إنقلب على عقبيه ونسي وعده على حد تعبير المــهندس… فـموضوع الاستعمار يقول هو موضوع المستقبل وليس موضوعا للتاريخ لأنه لم يعد بعد في التاريخ لأننا مازلنا مستعمرين (بفتح التاء) و المغرب يعيش الاستعمار، و إعتبر في مستهل حديثه أن النظام المغربي نظام استراتيجي بالنسبة لفرنسا والنظام الفرنسي نظام استراتيجي للمغرب، مستندا كون أزيد من 30 مؤسسة فرنسية كبيرة و 750 مقاولة فرنسية توجد في المغرب وتشغل حوالي 105 ألف عامل وعاملة و فرنسا تعتبر الشريك الاقتصادي المهم بالنسبة للمغرب، وكلمة (الشريك) لفظة لا تتعدي أن تكون تعبيرا غير صحيح ، لأن الشراكة بين المغرب وفرنسا تعاني من اختلال بنيوي كبير يقول المهندس ، و المغرب حينما تعتبره فرنسا نقطة ارتكاز ليس لسواد العيون بل لهدف غزو السوق الإفريقية ليس إلا…

وفي خضم الندوة تدخلت خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وإعتبرت أن الندوة ليست نقاشا تاريخيا حول اتفاقية الحماية الفرنسية، بل تأتي في سياق ظهور الثورات الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وأضافت أن فرنسا والدول الإمبريالية تشكل عرقلة للثورات و تدعم الاستبداد والفساد وتكبح رغبة الشعوب في الكرامة و الديمقراطية، و الندوة تقول الرياضي تعتبر قبل كل شيء تخليدا ليوم الأرض المغربي والفلسطيني، والتي يتوخى منها أن تطلق دينامية نضالية ليتمكن الشعب المغربي من تقرير مصيره ولا يظل تحت الحماية الفرنسية في إستعمار فكري وثقافي .

المغرب كان على شكل نظام كنفدرالي ماقبل عهد الحماية يقول (منيبي الكبير) في مستهل مداخلته، ولم يكن المغرب نظاما عبثيا،والنظام القضائي كان يخضع لمقاييس معينة حيث أن القاضي يتم إختياره من طرف الرأي العام ويطلقون عليه (أجماع)، ويتم اللجوء إلى الجماعة في حالة عدم الرضى على الحكم الصادر. .. أما عبد اللطيف حسني مدير مجلة وجهة نظر فإعتبرالحداثة السياسية لا تكمن فقط في الهياكل، بل هي فكر سياسي يقطع مع أزمنة العصور الوسطى و أن السلط شأن بشري لا علاقة لها بشأن مقدس وما دمنا لم نقطع مع ذلك فالزمن السياسي المغربي سيبقى راكدا، لذلك فمسؤولية النضال هنا تكمن في تأسيس دولة مدنية حديثة تستمد سلطتها من الشعب..

ليخلص الحاضرون بقناعة أن المغرب مازال يحتاج لحرب أخرى لكن هذه المرة حرب فكرية لإخراجه من القبضة الفرنسية التي مازالت تحكمه ليكون الإستقلال كليا لا إستقلال كتابيا فقط..