زعيم البوليساريو ينتقد قوتين لهما دور محوري في نزاع الصحراء


وجه أمين عام جبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، نقدا شديد اللهجة، إلى فرنسا على خلفية ما يعتقد أنه انحياز منها لأطروحة المغرب بشأن نزاع الصحراء.

وذهب عبد العزيز في حديث إلى الإذاعة الجزائرية بثته أمس، إلى القول إن باريس تتحمل مسؤولية فشل المفاوضات المباشرة بين الجانبين، وبالتالي فإنها تحول دون إحراز أي تقدم لحل النزاع، زاعما أن فرنسا تقف إلى جانب المغرب الذي غزا الصحراء بشكل رهيب على حد قوله، ويتمرد على الشرعية الدولية.
وذكرت وكالة" إيفي" الإسبانية التي أوردت ملخصا لحديث عبد العزيز أن هذا الأخير، انتقد أكثر من مرة وبعبارات مختلفة موقف قصر "الإليزيه" حيث وصفه بأنه "ملكي أكثر من الملك" إلى حد جعل فرنسا تتبنى مواقف أكثر تشددا وتصلبا من تلك التي يدافع عنها المغرب.
ورأى معلقون أن زعيم البوليساريو، لا يريد التخلي في تصريحاته عن لهجة الخطابة وأسلوب المبالغة، وربما وجد الفرصة سانحة عبر الإذاعة الجزائرية ليكرر ما سبق أن قاله مرات ومرات ولينضم إلى المنتقدين لفرنسا في الجزائر، لأسباب مختلفة.
لكن الجديد في تصريحات عبد العزيز أنها وضعت في كفة مماثلة تقريبا، موقف الولايات المتحدة من ملف الصحراء، إذ وصف تعاطيها بالغامض في تأييدها غير الواضح لجهود الأمم المتحدة ذات الصلة، دون أن يوضح القيادي الصحراوي ما إذا كان يقصد تصريحات وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" الأخيرة المتفهمة لموقف المغرب ومقترح الحل الذي عرضه وهو ما عبرت عنه خلال زيارتها للرباط في إطار جولة شملت تونس والجزائر أيضا.
وتتناقض حدة تصريحات عبد العزيز، مع ما يفترض أن يتحلى به من اعتدال خاصة وأن مجلس الأمن سيجتمع قريبا للنظر في التقرير الذي سيعرضه الأمين العام بان كي مون، على ضوء نتائج الوساطة التي يقوم بها موفده إلى الصحراء كريستوفر روس، والذي سيتقرر على إثره تمديد بعثة "المينورسو" في الصحراء كما تتعارض ذات التصريحات مع مسار المفاوضات المباشرة الجارية التي ستجمع طرفي النزاع مجددا في القريب العاجل، بعد تعذر إحراز تقدم أثناء الجولة التاسعة التي عقدت في "ماهنهاست " من 11 إلى 13 الجاري، فقد افترق المتفاوضون على موعد جديد لم يحد مكانه وزمانه بالضبط.