الإضراب المدرسي إدراك واعي


لا اثر له اليوم وكأنه السراب -الإضراب -لا احد يصدق انه كان ولم يكن إلا وهما أو خرافة لا احد يصدق  ذالك…فالويل لمن جرفته هذه الخرافة الويل لي …فها قد اضمحلت حياتي  وانطفأت شمعتي وانتشر السكوت/السكون في الظلام…وخيمت أطيافه…انه هو ذاك الصمت اللعين.

 

            سالت المعلم بالأمس من أنا… فأجاب عجبا ولست  أنت هي تلك الجاهلة الأنانية المختالة التي لم تستطع فهم شيء…

أو تتهمينني  بالتملص من المسؤولية والهروب العلني من الشقاء إلى الراحة المؤقتة/الأبدية…وهل يرتاح معذب الضمير… صاحب العطاء من ذاتي ولذاتكم أعطي الشيء الكثير…  وجئتني  مستفزة بكلماتك المتلعثمة التي لا تقوى حتى على نطق أحرف اسمي دفعة واحدة….. وتستفزينني …وأنا من أعطيتك ما أنت في حاجة له يوم جئتني مجردة عارية من الحياء أيتها التلميذة الهادئة هدوء ما قبل العاصفة  حيث تهتز الأرض والسماء في نفس الآن…

 

– إن  ذاك الحياء يا معلمي ما هو الا تقييد لخيوط الفكر المنتهي/ اللامنتهي…

 

           كدت أجيبه برأس منحني إلا أن الأمر يبدوا شبه عادي وأنا أحاول سبر أغوار الأمور التي تبدوا جد مألوفة لدى العامة من الناس واني على وشك الانهيار/الانتحار وأنا أشاهد هذا الخليط المتجانس من بني الاغيار وهم يحاولون كبت انفعالي… لم اقصد الجمع كما أني لم اقصد الجزء المجزأ من الكل فما أردته هو أن أتناول قضية كلية من اجل البحث عن عناصر جزئية بغية إعادة ترتيبها  من اجل الفهم  … فقد لا يكون من حقي البتة  أن اسطر واضع الأسماء في خانات تبدوا مبهمة أول وهلة… واني لفهمت الفهم الجيد أن السبب منه- الإضراب- ليس هو ذاك المشاع  عند الجهلاء الأنانيين كما جاء  وصفك لهم  لحظتها …و إني لاستميحك عذرا أيها المعلم البار فلست تستطيع التبرؤ من ذمة أعمال الشر كما انك لا تستطيع الفصل بين الأشرار والصالحين وأنا الأخرى لا استطيع أن ألومك كما أني لا ألوم أحدا أخر بقدر ما ألوم نفسي وأبناء جيلي الصاعد وهو يضحك على إدراكه النائم/ الحالم  أفلا ينام الإدراك واللاإدراك ليحلم أم أنها مجرد تمنيات أخاف عليها الضياع …

 

      

       إن الحكم الصادر مني  حوله- الإضراب – لهو حكم ذاتي متأثر لا حكم موضوعي شمولي فانا جاهلة لقواعد تلك اللعبة اللعينة التي تحدثت عنها في برود فما كان من حقك أن تخاطبني بتلك النبرة الحادة من العصبية التي تثير اشمئزازي واني لأدري ما الكفاءة التي تتحدث عنها مند البدء لم أنكر ولن أنكر أبدا موضوع تلك الدراسة التي قدمتها في ذاك الفصل من تلك السنة التي تأبى الانزياح من مخيلتي واني لأشكرك شكرا كثيرا فجميلا يا معلم الجيل الفارط فالقادم عبثا إليك من اجل الوصول/النجاح… ولم يكن من حقي كذالك أن أهاجم أشخاصا لعب الدهر بهم كما لعب مع غيرهم لعبة قدرة تلك اللعبة التي تأبى الانصياع لك ولغيرك من دوي المعرفة الحادة وان نظرتي الثاقبة لهي نظرة محدودة  فلا تتذمر من كلام تلميذة لا تفقه إلا  الشيء القليل من رواسب  الكلمات المأخوذة من فتات طبشورك المتناثر أسفل الصبورة…  

 

       لم يدع لي فرصة الكلام لأقول كل هذا … فاستغربت كيف لا زلت أتواصل معه لحد الآن ..لما سمحت له بان يكون عالم دمياطي …على مشاعري…وكيف له أن يفهم ما يجول في خاطري وأنا المستهدفة للرغبة العملاقة ….استغفر الله فقد أوهمتكم أني على استعداد تام للاستسلام/للانفجار فلم أكن لحظتها إلا في غضب مكنون أعربت عنه بكلمات متقطعة (…)

 

 

بقلم /فاطمة الزهراء نيازك